تحيي تونس اليوم 3 جانفي الذكرى 36 لانتفاضة الخبز التي عاشتها تونس سنة 1984 إبان حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، ففي مثل هذا اليوم من سنة 1984، شهدت تونس احتجاجات اندلعت بجميع المدن الكبرى على إثر إعلان مضاعفة أسعار العجين ومشتقاته. وعلى الرغم من وضوح البعد الاجتماعي في انتفاضة الخبز إلا أن بعض المؤرخين والمحللين أن الانتفاضة كانت على النظام البورقيبي برمته وليست على الزيادة في سعر الخبز. وفي المقابل اعتبر الديبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي أن الانتفاضة الشعبية كانت على سياسة معينة في البلاد آن ذاك، موضحا وجود جناحين في الحكم أحدهما ليبيرالي والآخر يؤمن بتلازم البعدين الاجتماعي والاقتصادي. كما أكد العبيدي في تصريح لموقع الشاهد أن كل شخص عايش الأحداث يخلص إلى أن يكون على يقين بأن الأحداث ليست على النظام بل معركة صلب النظام، فعمد وزراء لإقناع بورقيبة بضرورة الزيادة في سعر الخبز وآخرون عارضوا ذلك على غرار الوزير عزوز لصرم الذي قدم استقالته لهذا السبب. وتابع المتحدث أنه بمجرد أن خطب بورقيبة على الشعب وتراجع عن الزيادة رجعت الأمور لنصابها وهتف الشعب التونسي “تحيا تونس يحيا بورقيبة” وهو دليل على أنها لم تكن ثوة ضد النظام، وفق العبيدي. تجدر الإشارة إلى أن أحداث انتفاضة الخبز من مدينة دوز بالجنوب بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر 1983 في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام العام ثم اتسعت لتشمل مدينة الحامة، وبدخول مشروع الزيادة حيز التنفيذ يوم 1 جانفي 1984 اتسعت الحركات الاحتجاجية لتشمل مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة وقابس ومدنين والتحقت تنظيمات نقابية وجمعيات طُلاّبية بموجة الاحتجاجات التي اكتسحت جميع المدن التونسية تقريبا، مما استدعى تدخل الجيش في هذه المناطق بعد أن عجزت قوات النظام العام في الحد من توسع الانتفاضة. ومع إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبليوالحامة والقصرين وقفصة، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل، وفي يوم 3 جانفي تأججت نيران الانتفاضة وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين وقوات النظام العام والجيش، فأحرقت المحلات والسيارات والمؤسسات والحافلات في شوارع العاصمة وضواحيها وفي كثير من المدن في الساحل وفي المناطق الداخلية، لتخلف الاحداث مزيدا من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين. ولم تهدأ الاحتجاجات إلا بإعلان رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة التراجع عن الزيادات وإعادة النظر في الميزانية الجديدة في فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر. ومنذ أسابيع شرعت الدوائر القضائية الخاصة بالعدالة الانتقالية في النظر في قضايا شهداء انتفاضة الخبز التي أحالتها هيئة الحقيقة والكرامة. https://www.facebook.com/video/embed/async/dialog/?url=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Froshdi.benfrejd.5%2Fvideos%2F2269199719973186%2F
