أثار استعمال رئيس الجمهورية قيس سعيد لطائرة تابعة لشركة الخطوط التونسية في تنقله الى سلطنة عمان لأداء واحب العزاء في وفاة السلطان قابوس، الكثير من الجدل، بسبب ما اعتبره البعض التكلفة الباهظة لهذه الرحلة، حيث اكدت بعض المصادر أن تكلفة الرحلة ناهزت 300 ألف دينار، فيما قُدّرت طاقة استيعاب الطائرة المستأجرة من الخطوط التونسية ب109 مقاعد، وهو ما أثار جدلا واسعا قبل أن تتّضح الأسباب. وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد تنقل أمس الأحد إلى سلطنة عمان لتقديم التعازي في وفاة السلطان قابون بن سعيد الذي وافته المنية في ساعة مبكرة من صباح أول أمس السبت. ولئن وضع سعيد بهذه الرحلة الرسمية حدا للإشاعات التي راجت حول خوفه من ركوب الطائرة، إلا أنها فتحت باب تساؤلات جديدة حول الطائرة التي استعملها في رحلته، وهي طائرة تتبع شركة الخطوط التونسية. في المقابل اكد موقع “تونيزي تلغراف” نقلا عن مصدر وصفه بالموثوق، أن عدم استعمال قيس سعيد للطائرة الرئاسية الخاصة وهي من نوع (بوينغ 737) يعود إلى عجز الدولة التونسية عن توفير تكلفة صيانتها، وهي متوقفة عن الخدمة منذ شهر سبتمبر الماضي بسبب عجز الدولة التونسية إجراء الصيانة الكبرى التي تسمح لها بالطيران. كما أفاد ذات المصدر بأن هذه الطائرة مطالبة بإجراء هذا الفحص منذ جوان الماضي إلا أنه تم تمتيعها ب3 أشهر إضافية غير قابلة للتجديد وأن كلفة هذه الصيانة تصل 10 ملايين دينار وأنّه لم تخصص ميزانية لهذه العملية حتى أن الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ألغى الذهاب الى نيويورك بسبب الكلفة الغالية لكراء طائرة خاصة حدد مبلغها بنحو 750 ألف دينار . أما عن رحلة الرئيس قيس سعيد عبر طائرة من نوع (319 ايرباص) فإنّ هذا النوع من الطائرات قادر على إنجاز الرحلات الطويلة وأنها كانت تؤمّن خط تونسدبي، أما كلفتها فهي مقدرة بنحو 7 آلاف يورو في الساعة . وأثارت الجلبة الإعلامية التي حدثت بسبب سفر قيس سعيد، استنكار نشطاء الذين تساءلوا عن عدم تحدث الإعلام عن الرحلات الجوية التي قام بها رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي مقابل التركيز المبالغ فيه مع قيس سعيد. وكتب الصحفي سعيد الزواري ساخرا: “الله يرحم الرئيس الباجي قائد السبسي، كان يسافر على ظهر الناقة كاميليا”. فيما علق الإعلامي الصحبي مزيد قائلا: “يرحمهم بورقيبة والباجي كانوا يسافرون على ظهور البغال والسفن الشراعية”. وكتب الأستاذ محمد عباس الرازي “انطلقتم في تشويه رحلة لرئيس الجمهورية في أداء واجب التعزية بدعوى حفاظكم على المال العام؟ دمتم ذخرا لأسيادكم، الذين كانوا قد جندوكم من قبل لاختلاق إشاعة العشرة ملاين قاروص ومحاكمته إعلاميا وسياسيا من أجل ذلك. ثانيا.. أين كنتم يوم تحول الباجي قايد السبسي على متن طائرة رئاسية بطاقمها ومحروقاتها لقراءة الفاتحة على ضريح بورڤيبة”. وأضف عباس: “انتقلتم من فاتورة القاروص إلى تكاليف رحلة عزاء السلطان قابوس. والسبب واحد: كلما حكمكم رجل نظيف، كان لكم كابوسا”.