كشفت إحصائيات رسمية، صادرة عن وزارة العدل نشرتها صحيفة الصباح في عددها الصادر يوم 25 فيفري 2020 أرقاما صادمة عن الجرائم التي يرتكبها أطفال، منها أنّه تمّ خلال السنة القضائية 2018-2019 البت في 6921 قضية في جناحي أطفال كما تمّ البتّ في 373 قضية جنائي أطفال. وحسب الصحيفة فإن العدد الجملي لقضايا الأطفال الجانحين (جناحي وجنائي) يقدر ب 7294 قضية أي بمعدل 607 قضية في الشهر و20 قضية في اليوم. وأظهرت الأرقام أنّه مقارنة بالسنة القضائية 2017-2018، تمّ تسجيل 6305 قضية بارتفاع في نسبة القضايا، يُقدّر ب 616 قضية. أمّا بخصوص القضايا الجنائية فقد تمّ تسجيل 305 قضية خلال السنة القضائية 2017-2018، وبذلك سجلت ارتفاعا يُقدّرُ ب 22.3 % مقارنة بالسنة القضائية الماضية (2018-2019). وتعليقا على هذه الأرقام، قال المختص في علم الاجتماع سامي نصر في تصريح لموقع “الشاهد” إنّ العنف في تونس تمادى بشكل كبير وشمل كل الفئات، مؤكّدا أنّه لم تعد هنالك حاجة للأرقام لأنّ العنف أصبح أمرا واقعا يمكن التماسه في الحياة اليومية. وأضاف نصر أن هنالك تحوّل اليوم من ظاهرة العنف إلى ثقافة العنف، حيث تطبّع المجتمع مع العنف، موضّحا أنّ هنالك دراسة أثبتت أن 63 بالمائة من الأطفال الذي يرتكبون بالعنف تعرضوا بدورهم العنف في منازلهم، وهو ما يؤكّد أن العنف يولّد العنف. وقال نصر إن الثقافة المنتشرة لدى الشباب والأطفال في كرة القدم أو غناء “الراب” فيها كثير من الدعوات للعنف حتى أصبح تعبير الأطفال عن السعادة يكون بعنف، موضّحا أنّ 80 في المائة من الصور المتحرّكة التي يقبل عليها الأطفال تدعو للعنف، على حدّ تعبيره.