عاشت تونس على وقع نهاية أسبوع صعبة جراء التفجير الإرهابي الذي جدّ قرب السفارة الأميركية في بالبلاد وخلّف استشهاد أمني وإصابة 4 آخرين. واختلفت الرّؤى والمقاربات في تفسير خلفيات الهجوم الإرهابي، حيث ذهب كثيرون إلى الرّبط بين ما حدث بما يحدث داخل قبّة البرلمان، وتحديدا بعد التوجه نحو تغيير النظام الداخلي لوضح حدّ لفوضى بعض النواب الذي يحاولون ترذيل المشهد السياسي في تونس بمساندة من دولٍ عُرفت بعدائها لثورات الربيع العربي، في الوقت الذي روّج فيه الحزب الدستوري الحر لرواية عودة التكفير قبل أيام قليلة من التفجير الإرهابي. وربط رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الترويج لرواية التكفير وبين الحادث الأليم الذي عاشت على وقعه تونس حيث اكد الكثير من المتابعين أنّ هناك من يصبو الى تأجيج الاوضاع في تونس لخدمة اطراف معينة. وكان ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي المعروف بعدائه للثورات العربية، دوّنا متضامنا مع عبير موسي : “أقف مع الحق واحارب الباطل وأكره الظلم.. تكفير الأخت عبير موسي خط أحمر اذا شرع كائن من كان في اجتيازه.. كنت له أول المتصدّين.. دعمي التام وتضامني الكامل.” وعلّق المدوّن محمد منذر: “بعد مهاجمة أحد نواب الكرامة لعبير موسي وعودة الصراع الهووي الإيديولوجي تحت قبة البرلمان.. ومحاولة تمرير قانون يحجم عربدة الحزب الدستوري التجمعي المدعوم إماراتيًا وفرنسيًا.. عاد إلينا الاٍرهاب من جديد ليثني الدولة عن مسيرة الإصلاح.. إنه الاٍرهاب الذي اسقط قانون تحصين الثورة.. الاٍرهاب الذي أجبر الدولة على الصلح مع المنظومة التجمعية التي افلتت من العقاب”. بينما كتب المدون المعروف مالك بن عمر: ” يجري الآن على قنوات العربية وسكاي نيوز الربط بين رواية تكفير عبير موسي وبين جريمة يوم الجمعة ..#اربط_بسهم”. وفي تدوينة أخرى: “لمصلحة من هذا التفجير”؟ من في المشهد السياسي يعمل منذ مدة على تأجيج الوضع وتأزيمه وتعطيله وتشويهه؟ ويعدّ الهجوم الإرهابي الذي حدث يوم الجمعة الماضي ثالث تفجير إرهابي يستهدف الدوريات الأمنية في تونس العاصمة، حيث هزّ تفجيران انتحاريان متزامنان شهر جويلية من العام الماضي تونس، استهدف الأول دورية أمنية بشارع الحبيب بورقيبة، ما أدى إلى مقتل رجل أمن وإصابة آخر و3 مدنيين، بينما ضرب الثاني مقر الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب بمنطقة القرجاني، حيث أسفر عن إصابة 4 من رجال الشرطة، كما شهد شارع بورقيبة في شهر أكتوبر من عام 2018 تفجيرا انتحاريا، نفذّته امرأة واستهدف دورية أمنية، ما أدّى إلى إصابة 15 شخصا بين أمنيين ومدنيين.