صدر الكتاب بمناسبة الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية وقد حاول فيه صاحبه أن يسلط الضوء بشيء من التفصيل على إقليمالقيروان كما سماه هو وعلى تاريخه منذ دخول الإسلام إليه إلى اليوم. اشتمل الكتاب على فصول عدة وفي التمهيد قدم المؤلف موجز مضمون الكتاب ومنهج تأليفه. الكتاب إذن مجموعة مقالات أعدها الكاتب في مناسبات مختلفة جمعها هنا لوحده موضوعها في كتاب واحد. منها ما نشر ومنها ما لم ينشر كما يتضح ذلك من هوامش النصوص الواردة فيه. استهل الباحث كتابه بمقال عنوانه «إسلام إفريقية وتعريب البربر» عاد فيه إلى بدايات فتح إفريقية والمغرب ودوافعه ثم تلاه مقال آخر تعرض إلى «إسلام إفريقية وإشعاع القيروان» تحدث في فقراته أولا عن فتح إفريقية ثم عن تأسيس القيروان ثم عن التعليم والإشعاع الديني فيها وعن إشعاعها المعماري وإشعاعها العلمي. المقال الثالث خصصه معدّ الكتاب «للمذهب الحنفي بإفريقية من منتصف القرن الثاني إلى منتصف القرن الخامس هجريا. وقد تحدث فيه عن تسرب المذهب الحنفي إلى إفريقية وإلى مسألة التعايش بينه وبين المذهب المالكي والصّراع بينهما. فاضمحلال المذهب الحنفي خلال النصف الأول من القرن الخامس للهجرة وأثار الحنفية ودورهم في الحياة الفكرية والسياسية». المقال الرابع تطرق إلى «الشيعة في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الخامس للهجرة. تحدث عن نشوئها وعن نظريتها وعن فرقها وعن الشك في نسب الفاطميين وعن انتشار التشيع في العالم الإسلامي الخ...». المقال الخامس تحدث عن تاريخ القيروان والمقال الذي يليه يعتبر متمما له إذ تحدث عن القيروان الأصل والحضارة واهتم المقال السابع بالقيروان من خلال كتب الرحّالة العربية كيف تحدث عنها اليعقوبي وابن حو قل والمقدسي والبكري والزهري والإدريسي والقزويني ناقلا عن يا قوت وابن سعيد وأبو الفداء والقلقشندي ومحمد بيرم الخامس. المقال الثامن استعرض مدائن القيروان على غرار أولاد حفوز وأولاد الشامخ وبطنة وبوحجلة الخ.... المقال التاسع وهو أهم مقال في الكتاب في نظري حاول أن يستعرض أعلام القيروان على مدى التاريخ إذ ترجم لهم في فقرات موجزة تعطي القارىء فكرة عنهم. وانتهى الكتاب بقائمة مهمّة في المصادر والمراجع يمكن أن تشكل منطلقا لمن يريد البحث في القيروان وما يتعلق بها.