كما هو معلوم نجح التجمعيون وفي كنف شفافية انتخابية كاملة في الفوز بمقاعد جمعية المحامين الشبان ليستعيدوا انجازا حققوه زمن رئاسة الأستاذ لطفي العربي للجمعية. ومع هذا الفوز الساحق طرحت في أذهان المتابعين عدة تساؤلات يبقى أبرزها لماذا نجح التجمعيون فيما فشل فيه الآخرون ؟ ولماذا أضحى التجمع كتلة انتخابية معتدا بها في شبان المحامين خصوصا وفي قطاع المحاماة عامة؟ لتحليل أبعاد هذا «الاكتساح» الذي ينجح فيه محامو التجمع على امتداد العشرية الأخيرة فان نقطة الانطلاق تكون عادة من مكان الدراسة الأكاديمية للمحامي عموما، وهي الجامعة بالأساس ولم يعد خافيا ان التأطير الحقيقي ينطلق من حرم الجامعة فهي نقطة نهاية دراسة اعوام وبداية الطريق لحياة جديدة وهي العمل. ومؤكد كذلك ان نسبة مائوية هامة من طلبة الجامعات اضحوا من المنضوين تحت لواء التجمع ومنخرطين في مسيرته التي من الحتمي ان يواصلوها عند دخولهم للمجال المهني في حياتهم. حسن الأداء .. طريق لكسب الثقة وفي تقييمهم لأسباب نجاح قائمة «المحاماة أولا في انتخابات جمعية المحامين الشبان فان المتابعين يردون الأمر الى الأداء المرضي عموما، رغم النقائص بالنسبة للهيئة المديرة المتخلية، وهذه الأخيرة جددت ترشح عدد من أسمائها والذين يحظون بتقدير واشعاع لدى عموم المحامين وفي هذه النقطة بالذات فان عديد التحاليل تقر بأن تجديد ترشح الأستاذ منير بن صميدة كان عاملا هاما من جملة عدة عوامل طبعا ساهمت في نجاح كفة قائمة المحاماة أولا فالرجل ودون مجاملة له ترك الانطباع الجيد لدى كل من أراد خدمة من الجمعية او ابتغى توجيها ونصحا وناشد تذليل صعوبة من الصعوبات التي تعترض عمله اليومي أثناء ممارسته له. وهناك حقيقة واجب الاقرار بها ألا وهي ان الهيئة المديرة المتخلية نجحت في تكثيف انشطتها علميا ومهنيا وترفيهيا رغم الاقرار بقصورها في بعض الملفات الأخرى وهو ما يعترف به الأستاذ بن صميدة نفسه والى جانب ذلك فقد ركزت الجمعية في عملها على جانب هام جدا في حياة المحامي، مقترن بصعوبة الوضع المادي لعموم المحامين، والشبان منهم بصفة خاصة فالعناية بهذا الجانب تعطي عادة الانطباع الجيد في الأداء ضف الى ذلك ان البيان الانتخابي لقائمة المحاماة أولا كان دسما عمليا و ماديا وواقعيا وضرب بسهم صائب مشاغل وشواغل وهموم المحامي الشاب. تشتت الآخرين ! وفي تحليلهم لعوامل نجاح قائمة «المحاماة أولا» فان المتابعين يرون ان انتفاء منطق التحالفات بين مختلف التيارات المتواجدة بالقطاع ساهم في حصول التجمعيين على كامل مقاعد الجمعية التسعة وعدم فوز مرشحي القائمتين المنافستين على أي مقعد بالهيئة المديرة المنتخبة حيث لم تتحالفا وذلك على غير العادة رغم ايمانهما وقناعتهما بأنه من الصعب عدديا على كل واحدة منهما على حدة الفوز ولو بمقعد واحد بالجمعية وكدليل على ذلك فإن أرفع عدد من الأصوات تحصل عليها مرشحو القائمتين ذلك الذي ناله الأستاذ ضياء الدين مورو وهو 712 صوتا في حين أن أقل عدد تحصل عليه مرشح من قائمة المحاماة اولا ذلك الذي فاز به الأستاذ الصادق بكور وهو 782 صوتا. وعدم تحالف القائمة المهنية المستقلة والذي تضم أسماء من تيار اليمين مع القائمة الوفاقية المهنية كان نتاجا طبيعيا، للخلاف القائم داخل مجلس هيئة المحامين وهذا أمر على اطلاع على حيثياته وكامل تفاصيله وأسبابه جميع المحامين. ولتأكيد هذا الرأي حول ضرر غياب التحالف فإن الأرقام التي تحصلت عليها القائمة المهنية المستقلة كانت بمعدل أكثر من 600 صوت في حين كان معدل ارقام القائمة الوفاقية في حدود 350 صوتا وفي هذا الاطار لربما ركز رموز تيار معروف دعم القائمة المهنية المستقلة، على الرغبة في البروز السياسي اكثر منه رغبة في الفوز بمقاعد الجمعية !!! وبعث ارساليات قصيرة «ميساجات .. حول تواجده السياسي!!