قال والعهدة عليه من كان «عرْفا» في أي مجال وفي أي مكان كان يكون بالضرورة قبلة المتسابقين اليه ركضا وتزاحما ودفعا و«تعكيلا» لبعضهم لغاية في نفس يعقوب ويعقوبة منهم. وما هي تلك الغاية التي تفوق اليورانيوم عالي التخصيب ثمنا في الاستعمالات الادارية، إنها قناعة كل عاقل شقي بعقله وكل جاهل سعيد بجهالته، إنها تلك التي تقام على أساس أن من كسب ودّ «العرْف» «نصب العرْف» نحوا وصرفا. فلا غرابة إن سمعت بمن قدم نفسه لعرفه أنه مختص في رصد ذكور الذباب في فضاء الادارة او بمن قدم نفسه جهازا للتصنّت والسمع والطاعة غير قابل للشحن باعتباره «معبّي من عند ربّي» و& في خلقه شؤون. أو بمن قدم نفسه طائرة بدون طيار بكل المواصفات التكنولوجية في الارصاد والتجسس واصابة الهدف حسب من يبرمج لها ومن يتحكم فيها عن بعد طبعا، أو بمن نصب نفسه في ساحة عرفه «الكاميرا الخفية» أو بمن فتح في فضائه الاداري سوق عكّاط الحرّة لمدح الاعراف الجدد وهجاء الأسلاف. ولا عجب إن كان الممدوح منهم اليوم مذموما غدا. ولا غرابة إن تجرأ أحدهم لحظة وقال إن الدنيا قد تكون في بعض الاحيان مع «الواقف» ولكنها في أغلب الاوقات مع «القاعد» على كرسي الادارة خاصة كانت أو عمومية. وما بين الواقف والقاعد تنبطح الدنيا. وحتى لا يذهب بكم الظن الى أن هذا الحديث ضرب من التنجيم فصاحبه يؤمن بأنه: كذب المنجمون ولو صدفوا عند الجميع. وصدق الأعراف ولو كذبوا عند البعض. صدّق أو لا تصدّق : من كسب ودّ العرف ... نصب العُرف