حاوره في أنقرة : أمين بن مسعود أكد القيادي في حزب العدالة والتنمية كرزاد توزمان أن بلاده ترفض الانضمام إلى تكتلات إقليمية ضد أخرى مشيرا إلى أن السياسة الخارجية التركية متأسسة على قاعدتي التعاون الاقتصادي والتوافق السياسي مع دول المنطقة. وأوضح في حديث لجريدة «الشروق» أن الديبلوماسية التركية تضع كامل قوتها ونفوذها السياسي لمصلحة حل مشاكل المنطقة العربية وأهمها على الإطلاق القضية الفلسطينية, داعيا المسلمين إلى التحرك الفاعل للحيلولة دون معاودة إسرائيل لمجازرها في قطاع غزة. وفي ما يلي نص الحوار : لو ترسمون لنا الملامح الكبرى للسياسة الخارجية ل«حزب العدالة والتنمية» التي مكنت أنقرة من البروز كلاعب مهم في المنطقة العربية والإسلامية؟ في تصور حزب العدالة والتنمية, السياسة الخارجية لا بد أن تبنى على قاعدتين, الأولى اقتصادية والثانية سياسية... بالنسبة للجانب الاقتصادي نسعى إلى تكوين شراكات تجارية مهمة مع دول المنطقة تتحول بمرور الزمن إلى تحالفات اقتصادية مهمة.. أما في الجانب السياسي فنحن نريد علاقات طبيعية وطيبة مع كافة الدول والوصول إلى ما نسميه ب«صفر مشاكل».. وهو ما يحتم علينا عدم الانخراط في تكتلات إقليمية ضد أخرى.. كما يستوجب منا كذلك أن نكون أصدقاء الجميع. ولكن ألا ترون أن تصريحات رجب طيب أردوغان الأخيرة حول غزة خاصة والقضية الفلسطينية عامة.. إضافة إلى المناوشات الحاصلة بينكم وبين إسرائيل من شأنها أن تبعدكم عن سياسة صفر مشاكل مع الكل؟ سياسة «صفر مشاكل» تفرض علينا بدورها أن نتحدث بكل طلاقة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الحقوق الشرعية للشعوب المضطهدة.. تركيا تضع كامل قوتها ونفوذها السياسي والديبلوماسي لإيجاد حلول لقضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية.. لأننا نعرف أن مصير هذه الشعوب هو السلام.. أنقرة في أحداث غزة لم تستطع تحمل رؤية المجازر التي حاقت بشيوخ غزة ونسائها وأطفالها.. هذه ليست حربا ولم تكن حربا وإنما مجزرة رفضتها تركيا ولا تزال.. وأنا أتصور أن على المسلمين أن يتحركوا للحيلولة دون معاودة الإسرائيليين لهذه الانتهاكات.. وأن يجعلوا من العمل المشترك سبيلا لحل الأزمات الموجودة داخل المنطقة الإسلامية أو خارجها. منتقدوكم يقولون إن تركيا لم تتحمل المجازر لأنها اقترفتها ضد الأرمن؟ أولا في التاريخ التركي الحديث منه والمعاصر والقديم والممتد لأكثر من أربعة الاف سنة.. لا يوجد مصطلح «إبادة» للأقليات أو استغلالها أو التمييز العنصري ضدها.. ثانيا على مستوى تمثلنا للقتال وهذا معروف عنا نحن نقاتل أعداءنا وجها لوجه ولا نهاب المواجهة وبالتالي يوجد لدينا امتعاض مسبق من التنكيل بالجماعات المسالمة أو التي لم تبدأ في قتالنا على الأقل... ثالثا ما يسمى ب«إبادة» الأرمن.. هذه كذبة كبرى اختلقها بعض الأرمن وصدقها الغرب ودحضتها الكتابات التأريخية العلمية الصارمة.. رابعا العديد من الأطراف الأجنبية استغلتها من أجل تحقيق أهداف وتنفيذ مخططات ضد تركيا وهذا ما يعد في السياسة الخارجية تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية التركية. ولكن تسوية الملف الأرمني يبقى ضروريا لمنحكم العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي؟ لا.. مسألة الاتحاد الأوروبي محسومة منذ أواسط القرن الماضي.. والإتحاد الأوروبي لا يمكنه الاستغناء عن تركيا.. ذلك أنه يدرك جيدا قيمة أنقرة السياسية والاقتصادية.. ما أستطيع أن أؤكده أن تركيا ستنضم الى الاتحاد الأوروبي طال الزمن أم قصر.. أما قضية الأرمن فهي قضية ثانوية سيقع تجاوزها حتما.