رَغم تشريكه في العملية التَقييمية «الشَكلية» لمشاركة المنتخب في المونديال فإنّ المدير الفني يوسف الزواوي يعيش تحت التهديد ولم يتأكّد بعد إن كانت الجامعة سَتجدّد فيه ثقتها أم أنها سَتحيله على «التّقاعد» بعد حَفلة تكريمية تَليق بمسيرته الطَويلة. ويُواجه الزواوي انتقادات لاذعة في الأوساط الجماهيرية والفنية خاصّة بعد أن ترسّخ الاقتناع بأنّ الهيكل الذي يُشرف عليه فَاقد للصلاحيات ويعيش على هَامش الأحداث بدل أن يكون الجِهة الأقوى في ساحتنا الكُروية خاصّة أن الإدارة الفنية مُكلّفة بوضع الاستراتيجيات واتّخاذ القرارات التي من شأنها أن تَنهض باللّعبة من القاعدة إلى القمّة (تكوين المدربين - النهوض بالمنتخبات - متابعة لاعبينا في الخارج - تطوير مسابقات الشبان - تحسين طرق المتابعة والتقييم - العناية بكرة القدم النسائية - تنظيم الأكاديميات...). «وَرطة» المونديال ظهرت الإدارة الفنية في الصّورة بِمُناسبة المُغامرة المُونديالية الأخيرة للمنتخب. وقد كانت خَسائر الزواوي في الرّحلة الروسية أكبر بكثير من المَكاسب ويبدو أن «مُخطّط» الجامعة لوضع مُديرها الفني في الواجهة لإيهام النّاس بأنّ فريقنا الوطني مُحاط بإطارات تدريبية لها باع وذراع في الميدان قد باء ب»الفشل» وهو التُهمة التي يُلصقها البعض بالزواوي منذ نَكسة 1994 (خروج الفريق الوطني على يده من منذ الدّور الأوّل لكأس إفريقيا للأمم هُنا في تونس). وقد وَرّطت الجامعة من حيث تَعلم مُديرها الفني مع فئة من الجماهير التونسية التي لم تَترك الفرصة تمرّ دون مُهاجمة الزواوي ومعلول في قلب روسيا. تهميش لئن فَهم معلول اللّعبة وطار إلى قطر هَربا من جَحيم الانتقادات فإنّ المدير الفني صَمد في منصبه وتَحوّل في نظر البعض من «شَريك» في الإخفاق الأخير للمنتخب إلى «حَكم» مُكلّف بتقييم مُغامرتنا المُونديالية وتقديم المُقترحات الضَرورية لإصلاح الوضع بالتّنسيق مع عدد من أعضاء الجامعة. ويعتقد الكثيرون أن دور الإدارة الفنية في المنتخبات الوطنية انحصر في رفع التَقارير إلى الجامعة دون أن يكون لها أيّ تأثير في صناعة القرار سواء على صعيد صنف الأكابر أوحتّى في صفوف الشبّان ولاشك في أن إقدام الجامعة على تَعيين المدربين بالولاءات والصّداقات خير دليل على ما نقول. الرأي والرأي الآخر يَرى شقّ من المتابعين بأن الزواوي أخذ بدل الفرصة ألفا في المنتخبات الوطنية والإدارة الفنية للجامعة وتفرض لغة العقل أن يُطبّق سنّة التداول على المناصب ويُسلّم المشعل لغيره أملا في ضخّ دماء جديدة والمراهنة على أسماء بوسعها أن تساهم في تحريك الوضع رغم صعوبة الأجواء في جامعة استولى رئيسها على كلّ الحقائب ومن غير المستبعد أن يطالب مستقبلا أن تمنحه الجمعيات «الرئاسة مدى الحياة». ويعتقد هؤلاء أيضا أن سياسات الإدارة الفنية الحالية لم تُسفر عن تغييرات مَلموسة وحتّى ترشح المنتخب الأوّل للمونديال لم يَحجب حالة الضياع التي تعيشها الكرة التونسية والفِرق الوطنية آخرها سقوط الأواسط ذهابا وإيابا أمام الجزائر التي كانت قد اكتسحت «نسور» الزواوي في ثمانينات القرن الماضي بنتيجة عريضة وهي ذِكرى «أليمة» استحضرها أحد أحباء فريقنا الوطني مؤخرا في مداخلة على قناة «حنّبعل». وفي المقابل، يظن البعض أن الزواوي قد يكون مرّ بجانب الحدث أثناء تجاربه التدريبية مع المنتخب لكنّه وُفّق نسبيا في دوره كمدير فني نجح في تكريس «التّوافق» بين إدارته والإطارات المُتعاقبة على المنتخب الأوّل (حصل ذلك مع «كَاسبرجاك» وتكرّر مع معلول). وبين هذا الرأي وذاك من الضروري أن تَفتكّ إدارتنا الفنية الصَلاحيات وأن تفرض كَلمتها أو أن تُسلّم مفاتيح المكتب للجامعة انتصارا لهيبة هذا الهيكل الثَقيل كما فعل بالأمس محمود الورتاني الذي ترك الجمل بما حمل وغادر منصبه لإقتناعه بأن رئيس الجامعة يُريده مُجرّد «ديكور» صفته السمع والطاعة ومِهنته «تحرير التقارير».