لقد كتب السيّد»العياشي الهمّامي» مقالا في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسيّة 2014 أزال به حيرة استبدّتْ بكثير من التونسيّين. إذ لا يخفى وقتها على أحد أنّ أغلب معارف المرزوقي والبعض من الذين عملوا معه في القصر انفضّوا بمجرّد ححوله لقصر قرطاج أذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر أمّ زياد وأغلب إطارات حزب المؤتمر المقرّبين منه وأوّل من غادر القصر من مستشاريه هو مستشاره السياسي الدبلوماسي المحنّك «عبدالله الكحلاوي» الذي فضّل الصمت ثمّ مستشاره الإعلامي ثمّ بن عمر وغيره كثيرون إلى أن نصل إلى أمين مال القصر الذي أعفي أخيرا وعندما نخرج من القصر نذكر محافظ البنك المركزي «مصطفى كمال النابلي» ووزير الدفاع «الزبيدي» والضبّاط السامين الذين استقالوا أو أُعْفوُا وكذلك العلاقات المتشنّجة مع الجبالي والعريّض وحتى «جمعة «وقد حاولنا إرجاع كلّ هذا إلى تجربة الحكم الذي يُغَرِّرُ بصاحبه ويقوده للتنكّر لماضيه ويغيّر من سلوكه فإذا بالسيّد» العياشي الهمّامي» يفتح أعيننا على أمر لا نعرفه. وهو أنّ بَتَث الفرقة والتَشْتيتْ وانفضاض الناس من حول المرزوقي هو من الصفات الملازمة له. وقد يكون من مزاجه حتى قبل دخوله القصر بل يرجع إلى عهد ترؤس المرزوقي لهيئة حقوق الإنسان. فقد قال الهمّامي حرفيّا تحت عنوان «لِكُلِّ هذا أُسُانِدُ المرزوقي: «لم أكن يوما من أنصار المرزوقي أو أصدقائه المقرّبين ولي على سياسته طيلة السنوات الماضية عديد الاعتراضات وفي المرّة الوحيدة التي وجدت نفسي في علاقة مباشرة معه وأنا عضو في الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسيّة قاطعتُ بعد أشهر قليلة هذه الهيئة وجمدتُ نشاطي صحبة تسعة من أعضائها احتجاجا على رئيس الهيئة وعلى رئيس الدولة المرزوقي الذي وعدنا باصلاحات ولم يفعلها». شكرا لك يا سي الهمّامي شكرا لك على هذه الشهادة التي تأكّد فيها للشعب التونسي أنّ الاستقالات من حول المرزوقي والابتعاد عنه لم تأت مع الرئاسة. بل وجدت حتى وهو رئيس للهيئة الوطنيّة لحقوق الإنسان ثمّ هو بشهادتك المكتوبة لا يفي بعهوده قبل دخوله القصر وبعده ومع هذا تُعَنْوِنُ لمقالك في جريدة المغرب بتاريخ3ديسمبر 2014 «لكلّ هذا أساند المرزوقي»وكلّ هذا يعود في اللغة العربيّة على الاستقالة الجماعيّة وعدم الإيفاء بالوعود ومع هذا تنصح الشعب التونسي بمساندته وانتخابه ألا ترى في هذا تغريرا بهذا الشعب المسكين؟ ثمّ إن أنت ومن معك وجدْتم لورطتكم حلّا في الاستقالة فما عسى أن يفعل الشعب التونسي لو انتخبه هل سيقدر على الاستقالة أم يترك البلاد له يرتع فيها كما يريد؟ بالله أجبني بكلّ وضوح ألا تعتبر نصيحتك هذه تغريرا بالشعب التونسي كيف تنصحنا بانتخاب المرزوقي وقد قلت بِعَظمِ لسانك إنّك استقلتَ ومن معك لأنّه لم يف بعهده أأنت جاد في ما تقول عندما تطلب منّا انتخابه؟ أتعرف أنّ من أهمّ صفات رئيس الجمهوريّة لمّ شمل التونسيّين والوفاء بعهودهم؟ أختم بالجملة التي ذكرتها والتي كان نجيب محفوظ ينهي بها كلّ فصل من فصول روايته "أولاد حارتنا" حيث قال «ولكن آفة حارتنا النسيان» لأقول لك إنّ النسيان ليس آفتك لأنّ من حسن حظّ الشعب التونسي أنّك لم تنس أنّك ومن معك استقلتم وتركتم الهيئة للمرزوقي كما لم تنس أنّ المرزوقي لم يف بعهده لكن آفتك و آفة أمثالك من الداعين الى انتخاب المرزوقي أنّهم» يعرفوا دار البلاء وِيجِيُوها». أو هم يريدون تَغْطِية عين الشمس بغربال أوهم من القائلين «مَعِيز ولَوْطَارُوا» وَلْيُقَسْ ما لا يُقَلْ من الأمثال الدالة على التذبذب والتضارب حتى لا أقول المغالطة. وبكلّ صلف وعدم مبالاة تأتي اليوم لتندسّ في المحكمة الدستوريّة إنّ ما كتبته يعتبر منافيا للعقل السليم. فهو سكيزوفرينيا بأتمّ معنى الكلمة فأنت إمّا أنّك لا تفرّق بين الاشياء وليس لك مقياس تقيس به الأمور وهذا يتنافى مع وجودك في المحكمة الدستوريّة التي أنت أعلم الناس بمهامها في هذه الفترة الانتقاليّة أو أنّك تعرف كيف تقاس الأمور ولكن تعسفت عليها لميولاتك السياسيّة وتحقيقا لرغبة شخصيّة وهذا يتنافى مع مهام من ينتصب في المحكمة الدستوريّة. هذا المقال كتبته قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة ردّا على مقال نشره العايش الهمّامي مساندة للمرزوقي في جريدة المغرب و أعيد نشره اليوم حتى أحثّ المعارضين لانتخابه عضوا بالمحكمة الدستوريّة على مواصلة رفض ترشّحه لا لأنّه مساند للمرزوقي فهذا حقّه الذي كفله له الدستور بل لطريقة دفاعه عن المرزوقي والحجج التي ساقها والمردودة عليه ولهذا لا أراه عضوا في المحكمة الدستوريّة مهما كانت شهائده خاصة أنّ مناصريه في المجلس يلوّحون بأحقيته لرئاسة هذه المحكمة الدستوريّة.