«جانا الصيف والشط والجبايب...» هنيئا لكم «تونس بِحْرت... فابحروا عوموا غوصوا واسبحوا كما لو كنتم سمكا... «تبرنزوا» واخرجوا من جلدتكم وبدّلوا لون وجوهكم ولا تخجلوا من أن لكم في القوم أهلا على خط الشمس نساء ورجالا شيبا وشبابا وأطفالا يسبحون في عرقهم ويغوصون في أعماق الشهيلي وأمواج السراب في المزارع والحقول والأجنّة لم يغيّروا وجوهم ولا جلدتهم وكل ما عليها من مساحيق هي غبار الحصاد وأتربة دواوير الشهيلي حتى لا تضربهم الشمس لكم «الصيف والشط والجبايب». ولهم الكرّ والفرّ من الحرّ والقرّ و«شياطين القايلة» في السوق لكم الفرجة. ولهم دور البطولة في مسرحية «المعذّبون في الأرض الطيّبة» من تأليف كتبة الدساتير المعدّلة على جلد الحرباء نكالة في جلد ثور علّيسة. مسرحية يلعب فيها المعذّبون دور «الخمّاسة» عند «شواطن القايلة» في السوق ويتقاسمون معهم عرق الجبين وكدّ اليمين على النحو التالي: في الحصاد للشياطين الحبوب والبقول وللأبطال التّبن والأشواك فيما نصيب الشياطين من الزياتين الزيت والزيتون على أن يكون المرجين للأبطال. وفي الخضر والغلال للشياطين ما لذّ وطاب وللأبطال ما شاؤوا من الوحل والتراب. ولهم من الماشية الرّوث والزبالة وللشياطين اللحوم والألبان والزبدة. وللشياطين وجوه الحكام وللمعذبين في الأرض الطيبة وجه اللّه وتكريما لهولاء الأبطال يحضر أعيان القوم وسادتهم في المقاعد الأمامية للاستمتاع بالفرجة على مدار الأعوام إلا إذا «جانا الصيف والشط والجبايب» فهم سابحون.