أفلحت استراتيجية الجيش الجزائري منذ مطلع العام الجاري، في «تفريغ» الجماعات الإرهابية من عناصر خطيرة من أتباع تنظيمي «داعش» و»القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، بعدما جرى إقناعها بترك السلاح والانخراط في مسعى «التوبة» عن منهج الضلال وسفك الدماء. الجزائر (الشروق) وكشفت تقارير عسكرية أن عدد الإرهابيين التائبين بلغ 100 عنصر مسلح، منذ مطلع العام 2018. حيث أبقيَ على خيار القبول بانخراط المسلحين في مسعى السلم والمصالحة الوطنية، والذي يتيح ل»من ضلت به السبل، العودة إلى جادة الصواب»، وتقديم معطيات ووثائق عن نشاطاتهم السابقة ومخططات بقايا الجماعات الإرهابية التي تشهد نزيفًا بالمناطق الجبلية والصحراوية، على حدٍّ سواء. و مكّن ذلك عشرات المسلحين من التخلي عن نشاطهم الإرهابي وترك أسلحتهم حتى بعد انقضاء الآجال القانونية التي حددها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية قبل 13 عامًا، والذي كان قد منح مهلة 6 أشهر للمسلحين لإلقاء السلاح، إلا أن السلطات فضلت ترك الباب مفتوحا. وهو ما أدى إلى حدوث نزيف وسط التنظيمات الإرهابية، سواء بالصحراء الكبرى على حدود مالي والنيجر وليبيا، أو بالحدود الجبلية الشرقية مع تونس. وتستمر نداءات رسمية في دعوة مسلحي الجبال إلى التخلي عن أسلحتهم وتسليم أنفسهم لمصالح الأمن والجيش الجزائري، والعودة إلى حضن المجتمع وعائلاتهم وفق التدابير القانونية المنصوص عليها، بعد الاستفتاء الشعبي الذي نفذ في 29 سبتمبر 2005. وتنصُّ أحكام «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية»، على «السماح للمسلحين بتسليم أسلحتهم والنزول من الجبال؛ للاستفادة من تدابير العفو وتسوية وضعية المسلحين السابقين والمفقودين، وإعانة عائلات الإرهابيين الذين قُتلوا بمواجهات مع عناصر الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن الجزائري». وتظهر الحصيلة العملياتية لقوات الجيش، تزايد عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم في الفترة الأخيرة، وبحسب الأرقام الرسمية التي تقدمها دوريا وزارة الدفاع، فقد تم خلال السداسي الأول لسنة 2018 القضاء على 20 إرهابيا و القبض على آخرين و العثور على 3 جثث. وكان لافتا للنظراستسلام 66 إرهابيا و عائلة تتكون من 10 أفراد. وتمكن أفراد الجيش الوطني الشعبي أيضا خلال هذه الفترة من توقيف 57 عنصرا لدعم الجماعات الإرهابية. وفي شهر جويلية الماضي، تمكنت من القضاء على 4 إرهابيين وأوقفت اثنين آخرين.وسلم 20 إرهابيا أنفسهم. وتم توقيف 20 عنصر دعم للجماعات الإرهابية. ومنذ بداية شهر أوت الجاري بلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم 9 إرهابيين، فيما تم توقيف عنصرين خطيرين بمنطقة برج باجي مختار مما يرفع عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم منذ بداية العام إلى غاية شهر أوت الجاري إلى 95 عنصرا إرهابيا وهو رقم كبير يدل على نجاح الاستراتيجية الأمنية والاستخباراتية التي اعتمدت عليها السلطات العسكرية لضرب تلك التنظيمات من الداخل. ومنذ بداية أوت الجاري، بلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية، 9 عناصر بولاية تمنراست. حيث أصدر الجيش أربعة بيانات تتعلق بالإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية، وكلها بولاية تمنراست، وكان من بين الإرهابيين قيادي في الساحل.