قررت واشنطن، تقليص 10 ملايين دولار خصصتها لمنظمات «التعايش» بين اليهود والعرب في الكيان الصهيوني ودعم السلطة الفلسطينية، ولم تبق سوى المساعدات الأمنية التي تقدمها للسلطة الفلسطينية. واشنطن (وكالات) وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن مسؤولين من «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» أبلغوا مساعدي الكونغرس الأسبوع الماضي، بأن البرامج التي يستفيد منها الفلسطينيون إلى جانب الصهاينة لن تحصل على أموال جديدة. من جهته أشار تيم ريسر، مساعد السياسة الخارجية للسناتور باتريك ليهي، إلى أن مسؤولي «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية»، لم يرغبوا في قطع البرامج مع الفلسطينيين، لكنهم اضطروا إلى التماشي مع قرار البيت الأبيض الذي لا يريد إرسال أموال أمريكية للفلسطينيين. ويأتي قرار تقليص الدعم هذا ضمن سلسلة قرارات اتخذتها الإدارة الأمريكية في الأسابيع الماضية للحد من المساعدات الأمريكية للفلسطينيين. ويشير المراقبون إلى أن بنود الدعم التي شطبتها الإدارة الأمريكية بدءا من مستشفيات القدس الشرقية والمشاريع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 ومنظمات «التعايش»، هي بنود لا علاقة مباشرة للسلطة الفلسطينية بها. يذكر أن الإدارة الأمريكية حولت 60 مليون دولار للسلطة الفلسطينية للمساعدات الأمنية خلال الصيف الماضي. ونقل موقع عبري عن تيم رايزر، مستشار السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي، أنه سمع من مصادر تعمل في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن ما تسمى «خطة إدارة النزاعات»، والتي بادر بها شخصيًا، لن تحصل على المزيد من التمويل الأمريكي الحكومي، والذي كان يبلغ 10 ملايين دولار سنويًا. وذكر رايزر، طبقًا للموقع، أن العاملين بالوكالة الأمريكية أكدوا أنهم غير راضين عن وقف تمويل الخطة، وكان عليهم التواصل مع البيت الأبيض الذي يعمل في الأسابيع الأخيرة على وقف جميع صور تمويل السلطة الفلسطينية. وبين أن الأموال المخصصة للخطة المشار إليها ستذهب حاليًا لتمويل لقاءات بين شبان يهود ونظرائهم من عرب إسرائيل فقط، وذلك على خلاف الهدف الأساسي من المبادرة، مضيفًا: «اضطر القائمون على الوكالة للاختيار بين إنهاء المبادرة تمامًا وفقدان الميزانية بشكل كلي، أو مواصلة العمل على خطة من نوع آخر». ونقل الموقع أيضًا عن السيناتور الديمقراطي ليهي، أن خطة إدارة ترومب أثبتت فشل السياسات المتبعة ضد الفلسطينيين، مضيفًا أن تقليص الموازنة لا ينبغي أن ينبع من رؤية حزبية، وأن من يتخذ مثل هذه القرارات يبدو وأنه مقتنع بأن السلام يمكن أن يتحقق عبر تقليص خطط تعمل على دفع التسامح وقبول الآخر والتعاون في حل المشاكل المشتركة. وكان مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، قد غرّد عبر حسابه على «تويتر»، وقال إنه يؤمن بأهمية بناء علاقات بين الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفًا: «ولكن طالما تواصل السلطة الفلسطينية إدانة مبادرة السلام التي طرحها الرئيس ترومب من دون أن تطلع عليها، فإن الكل سيخسر». من جهة اخرى أعلنت وزارة التعليم البلجيكية، أنها ستتوقف عن تمويل بناء المدارس في مناطق السلطة الفلسطينية، «لأن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تخلد أسماء الإرهابيين» بإطلاقها على هذه المدارس. وورد في بيان عن وزارة التربية والتعليم البلجيكية: «طالما حملت هذه المدارس أسماء تمجد الإرهاب، فلن تتمكن بلجيكا من مواصلة التعاون مع وزارة التعليم الفلسطينية ولن تقدم المزيد من الأموال لبناء المدارس». على حد زعمها. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت بلجيكا أنها ستمنح وكالة «أونروا» 123 مليون دولار خلال السنوات الثلاث القادمة، وطالبت بلدان العالم بمد يد المساعدة للفلسطينيين عقب قرار واشنطن تجميد ملايين الدولارات التي كانت مخصصة لل»أنوروا» وغوث الفلسطينيين.