وتونس تحيي اليوم، اليوم العالمي للخبز تتواتر الاخبار حول إمكانية رفع جزء من الدعم عن هذه المادة الأساسية التي استشهد من اجلها تونسيات وتونسيون... تونس (الشروق) لم يعد خافيا على أحد ان حصول تونس على قروض في المستقبل سيكون رهين خضوعها الى املاءات صندوق النقد الدولي والذي يطالب مسؤولوه بخفض الدعم عن المواد الأساسية ومنها الخبز وهو ما اكده يوسف طريفة، المكلف بمهمة بوزارة التجارة لوكالة الأنباء التونسية الذي صرح مؤخرا بان تحويل الدعم نقدًا لمستحقيه سيحد من تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، وسيشمل رفع الدعم الحليب، والزيوت النباتية، والخبز، والسكر، والسميد، ومواد العجين الغذائية. وكانت حكومات عديدة باشرت أمور البلاد قبل وبعد الثورة، حاولت ان تسلك هذا النهج ولكن محاولاتها باءت كلها بالفشل وانتهت بصدامات دامية. ففي 3 جانفي من سنة 1984 ،شهدت تونس « مظاهرات عارمة في كل المدن الكبرى جاءت على إثر إعلان الوزير الأوّل آنذاك محمد المزالي عن مضاعفة أسعار العجين و مشتقاته انطلقت أحداث انتفاضة الخبز لسنة 1984 من مدينة دوز بالجنوب بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر 1983 في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام العام. انتشر الغضب ليشمل مدينة قبلي ومدينة سوق الأحد المجاورتين في اليوم الموالي متخذة طابعا عنيفا بعد أن اتسعت لتشمل مدينة الحامة. ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار العجين ومشتقاته حيز التنفيذ يوم 1 جانفي 1984 شملت الحركة الاحتجاجية مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة وقابس ومدنين، مما استدعى تدخل الجيش في هذه المناطق بعد أن عجزت قوات النظام العام في الحد من توسع الانتفاضة. ومع إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبليوالحامة والقصرين وقفصة، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل ومسيرات كبرى شارك في تنظيمها كل من العمال والطلبة، كما التحق طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في مدن تونس وصفاقس بالشوارع معبرين عن رفضهم إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته. وفي يوم 3 جانفي بلغت الانتفاضة أوج أحداثها وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات النظام العام والجيش من ناحية أخرى، وأصبح العنف سيد الموقف فأحرقت المحلات والسيارات والمؤسسات والحافلات في شوارع العاصمة وضواحيها وفي كثير من المدن في الساحل وفي المناطق الداخلية، لتخلف الاحداث مزيدا من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين. ولم تتوقف الاحتجاجات في البلاد الا مع اعلان رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة التراجع عن تلك الإجراءات وإعادة النظر في الميزانية الجديدة في فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر». حوالي 15,7 بالمائة مما يقتنيه التونسي من الخبز يقع إلقاؤه أي ما يعادل 100 مليون دينار سنويا اي انه لا يتم استهلاك 900 ألف خبزة يوميا حسب ارقام المعهد الوطني للإحصاء. و اوضح طارق بن جازية أن أسباب ارتفاع التبذير إلى شراء كميّات كبيرة من الخبز تتجاوز الحاجيات الضرورية والجودة المتدنية لبعض أنواع الخبز،بالاضافة إلى غياب ثقافة الرسكلة لدى المستهلك. والواضح أن هذه الأرقام تبرر في جزء منها سعي الحكومة إلى رفع الدعم عن المواد الأساسية و منها الخبز.