قدمت القناة الاولى مساء الثلاثاء مسرحية المرحوم عزالدين قنون «حب في الخريف» التي حققت زمن عرضها في التسعينات نجاحا لافتا سواء في عروضها التونسية أو العربية. وكنا على أعمدة الشروق وفِي هذا الركن بالذات وعلى مدى سنوات طالبنا بمصالحة التلفزة مع المسرح خاصة القناة الوطنية الاولى والثانية لأن ذلك من صميم عملها الثقافي وواجبها في دعم الثقافة التونسية. لكن الذي لفت أنتباهي هو طريقة تقديم المسرحية التي بدت وكأنها واجب ثقيل تريد أدارة التلفزة تقديمه وكأنها مجبرة عليه ، فلا أحد من الأجيال الجديدة من الشباب المسرحي يعرف الكثير عن الراحل عزالدين قنون ولا عن تجربته المسرحية في الحمراء وفِي المسرح العضوي ولولا الارتجال وغياب الجدية والرؤية لتم تقديم هذه المسرحية بطريقة أخرى مثلا باستضافة المشاركين في العمل مثل جميلة الشيحي وليلى طوبال وفرحات هنانة ليتحدثوا عن هذه المسرحية وظروف إنتاجها وما بقي عالقا في الذاكرة من عروضها مع التوقف عند مسرح الحمراء بعد مؤسسه عزالدين قنون وبإدارة كريمته سيرين قنون. فهذه الشاهدات والتفاصيل جزء أساسي يمنح هذا العمل المسرحي الذي صورته التلفزة قبل عشرين عاما تقريبا نفسا جديدا وولادة ثانية. فمتى تقطع إدارة التلفزة مع «الرعواني»؟!