الفلاحة البيولوجية هي مطمح جميع بلدان العالم بسبب الاضرار التي تخلفها المبيدات ولكن هي مطمح ليس سهلا اذ توجد صعوبات عديدة في طريق منتجيها حدثنا عنها رئيس المكتب الجهوي للجمعية المغاربية للفلاحة والصناعات الغذائية بسليانة لطفي زكراوي فأفاد انه توجد عديد الصعوبات تتعلق بتراجع مردودية المنتوج الى النصف تقريبا مقارنة بالمنتوجات التي تعتمد الادوية والاسمدة وبالتالي الفلاح يضطر الى الترفيع في أسعارها لتغطية الكلفة والمصاريف، وقدم كمثال الفلاح الذي يعتمد الادوية والاسمدة يتحصل على 80طن في الهك بينما الذي يعتمد الفلاحة البيولوجية يتراوح بين 30و40 طنا في الهك. وأضاف ان الثقافة الاستهلاكية للتونسي الذي تعود على الاكل بعينيه قبل فمه من الصعوبات ايضا اذ يحبذ الغلال او الخضر ذات الحجم الكبير والمظهر «المزيان» مقابل النفور من اي منتوج صغير الحجم بينما لا يعي ان استعمال المبيدات والادوية هو الذي يجعل المنتوج كبيرا وجميلا بينما البيولوجي يبدو عاديا فيعتبره المستهلك من الفواضل التي لايقبل عليها غير الزوالي وهو غير صحيح وأشار في هذا السياق الى ضرورة المطالبة بمصدر المنتوج الفلاحي حتى يفرق بين المنتوجين وقال في نفس السياق :«منتجو الفلاحة البيولويجة يعانون أيضا من صعوبة ترويج المنتوج بأثمان معقولة اذ ان المواطن لايقبل على طماطم «بيو» مثلا بدينارين بينما ثمنها في العادي بدينار واحد وبالتالي يطرح مشكل الترويج بحدة ويخشى الفلاح الالقاء بمنتوجه في غياب المشتري والاشكال الاخير يكمن في ان الدولة تدعم الفلاحة البيولوجية لكن ليس بالكيفية المطلوبة التي تشجع الفلاح على الانسياق وراءها وتعويضه عن سنوات الصبر الثلاث على تحضير الارض لازالة اثار الادوية والمبيدات وتحتاج الى مراقبة لصيقة وزيارات فجئية من 5مكاتب مراقبة. ومن المنتوجات التي لازالت تحافظ على صفة «البيو» ببلادنا نجد زيت الزيتون خاصة في الشمال والذي يبيعه الفلاح على انه منتوج عادي بينما يبيعه المصدر على انه بيولوجي ويحصل على ضعف الثمن. وحول المقترحات التي يمكن تقديمها لفائدة القطاع قال الزكراوي انه لابد من مزيد دعم الفلاحة البيولوجية حتى يقبل عليها الفلاح اكثر كما يجب دعم الترويج خاصة حتى نضمن تسويق المنتوج بالداخل والخارج بما يخلق مجالا للمنافسة بين المنتجين إضافة الى تجميع الفلاحين في شكل مجامع مهنية لتيسير عملية التأطير والمراقبة والارشاد والترويج وهو ما تشتغل عليه الجمعية منذ تأسيسها.