على أثر مصادقة مجلس نوّاب الشّعب على قانون المالية لسنة 2019 ، أعتبر الدكتور فتحي التريكي صاحب كرسي اليونسكو للفلسفة وعميد سابق لكليتي الآداب في القيروان وصفاقس أن هذا القانون يدافع على الليبرالية المتوحّشة التي تتبناها حركات الاسلام السياسي والمناقضة لمشروع الدولة الوطنية الذي أسٌس له الزعيم الحبيب بورقيبة المنحاز للطبقة الوسطى وجاء في تدوينة نشرها فجر اليوم على صفحته على شبكة الفايسبوك: "بعد التصويت على الميزانية لسنة 2019 التي تعفي الفضاءات التجارية الكبرى مثل كارفور من الأداءات لابد من الانتباه إلى أن التوجه الاجتماعي الذي أسسه بورقيبة بعد الاستقلال وأثبتته الخكومات المتعاقبة في عهده وحتى في عهد بن علي قد انتهى وحل محله التوجه الليبيرالي العشوائي مما يعني القضاء على الطبقة الوسطى فرفض الحكومة الزيادة للأساتذة وتخفيف الضرائب على الأغنياء وتجويع الطبقات السفلى من الشعب هي علامات هذه الليبيرالية المتوحشة التي تدافع عنها حركات الأسلام السياسي في كل البلدان. ولن يستطيع أيقاف هذا التوجه إلا الشعب بنضالاته المتعددة وأقترح حملة وطنية واسعة لمقاطعة هذه الفضاءات الكبرى والتوجه إلى الحوانيت لاقتناء أغلب المواد بما في ذلك الملابس لمدة شهرين على الأقل حتى يتحوّل ما ستربحه هذه الفضاءات جراء قانون المالية إلى جيوب صغار التجار الذين قد أصبحوا من الطبقات المتوسطة من الشعب."