تونس (الشروق) عن عمر يناهز الثمانين عاما ودٌعت تونس ظهر أمس الأثنين الوجه الأعلامي والثقافي البارز محمد عبدالكافي الذي وري جثمانه التراب ظهر أمس بعد مسيرة حافلة ترك خلالها بصماته في كل المحطٌات التي مر بها. بدأ الراحل مسيرته الإعلامية من الإذاعة التونسية صحفيا ومنتجا ثم انتقل الى إذاعة صفاقس بعد تأسيسها مطلع الستينات ليكون بعدها أوٌل مدير لإذاعة المنستير بعد المرحوم قاسم المسدي الذي أدارها لفترة وجيزة بالتزامن مع إدارة إذاعة صفاقس وقد كانت إدارته لإذاعة المنستير فترة لافتة إذ استطاعت هذه الإذاعة في فترة وجيزة من أن تكون صوت المثقفين والمبدعين إذ أختار لها طابعا ثقافيا ميزها لسنوات قبل أن تفقده خاصة بعد 14 جانفي إذ عرفت هذه الإذاعة الرائدة تراجعا لافتا في نسبة مستمعيها ومضامين برامجها. ومن المنستير انتقل الى إذاعة صفاقس التي عاد إليها كمدير الى حين انتقاله الى إدارة القناة الوطنية وكما ترك بصماته الواضحة في إذاعة صفاقس كان أيضا وراء انتعاشة الانتاج الدرامي فخلال إدارته للقناة الوطنية مع عبدالحفيظ الهرقام المدير العام أنذاك للمؤسسة عرف الانتاج الدرامي تطورا ملحوظا في الكم والكيف ومن أعمال تلك الفترة نذكر أمواج الدوار العاصفة غادة الخ ...وكان وراء تأسيس الوكالة الوطنية للنهوض بالانتاج السمعي البصري كما كان وراء انتاج عدد من البرامج الثقافية وقد تمٌت إقالته في نفس القرار الذي أقيل به المدير العام عبدالحفيظ الهرقام والمدير التقني للتلفزة على اثر الخلل التقني الذي تسبب في انقطاع البث عندما كان الرئيس بن علي وقتها في روما. وتسببت طريقة إقالته من إدارة التلفزة في الكثير من المرارة رغم انتقاله الى دولة الامارات العربية المتحدة وعمله في قناة الشٌارقة الثقافية وكان آخر منصب تولاه في الإدارة التونسية مستشار مكلٌف بملف المسرح في ديوان وزير الثقافة عبدالباقي الهرماسي وقد كان وراء تأسيس سهرة المسرح التونسي التي كان يريدها تقليدا سنويا لتكريم أفضل الأعمال المسرحية في الكتابة والإخراج والتمثيل والديكور والإضاءة لكن هذا التقليد توقٌف بمجرٌد مغادرته للوزارة وإحالته على التقاعد. كان محمد عبدالكافي من رجال تونس الكبار ، عاش حياته شغوفا بخدمة الدولة ونشر الثقافة والكتابة رغم أنٌه لم يعرف ككاتب لكن يبقى مسلسل الواثق بالله الحفصي الذي كتبه من أجمل ما انتجت التلفزة التونسية الذي أخرجه حمادي عرافة... رحم الله محمد عبدالكافي.