يحيي الدستوريون وكل الوطنيين المعتزين بتاريخهم الذكرى الوطنية السابعة و الستين لاندلاع الثورة المسلحة التونسية في 18 جانفي 1952 التي أعطى إشارة انطلاقها الزعيم الحبيب بورقيبة من أجل تحرير الوطن من المستعمر الفرنسي و استقلال البلاد وتأمين سيادته. وفي هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه البلاد، يعبرون عن انشغالهم بالوضع المتردي الذي أصبحت تعاني منه تونس اليوم خصوصا في مواجهة مخاطر الإرهاب والتهريب و تهديد سيادة ومقومات الدولة الوطنية والانهيار الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي وذلك في غياب رؤية وطنية إصلاحية واضحة المعالم و وحدة وطنية تجمع كل الجهات وكل الفئات قادرة على رفع تحدي الإنقاذ العاجل للبلاد من وهن الارتهان لقوى داخلية وأخرى خارجية اخترقت بعض المنظومات الوطنية. يحتفل الوطنيون الدستوريون بنخوة بهذه الذكرى المجيدة لاندلاع شرارة المقاومة المسلحة من أجل حرية و كرامة التونسيين وتونس تعيش منذ ثماني سنوات تجاذبات سياسية واضطرابات اجتماعية غير مسبوقة. وتعتمد بدائل اقتصادية واجتماعية لم تستجب لانتظارات المواطنين، استنفدت الطاقات الممكنة لكل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين الذين اؤتمنوا على مصير البلاد من خلال تداول ثماني حكومات. إذ أصبح إنقاذ الوطن واجبا على كل الوطنيين الأحرار و خصوصا القوى الدستورية من كل الأجيال ومن كل الفئات والجهات، وفرضا ملزما من أجل مناعة سيادة وعزة الوطن التي ضحت من أجلها أجيال متعاقبة منذ حركة التحرير من المستعمر إلى اليوم واستشهد خلالها زعماء وقيادات ومقاومون ومناضلون . ولذلك، أصبحت مسؤولية الدستوريين في عملية الإنقاذ الوطني العاجل تاريخية في أن يكونوا قاطرة فاعلة في تجديد المشروع الوطني الاصلاحي الدستوري لتحديث العمل السياسي الديمقراطي بحكم تجربتهم الطويلة وخبرتهم المشهود لها في تسيير الشأن العام وقبولهم التلقائي للتضحية والعطاء دون جزاء ولا شكور و التعاطي المسؤول الذي يفرضه الواجب مع الوطنيين الخلص من مختلف المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمنظمات الوطنية بمنظور استعادة الوحدة الوطنية الصماء بعيدا عن كل مظاهر الاقصاء والتجاذبات والمزايدات والتطاحن على الحكم. والدستوريون اليوم، المتشبثون بثوابتهم ومبادئهم النضالية من أجل وحدة وطنية صماء وتأمين مستقبل أفضل، هم مطالبون أكثر من أي وقت مضى من تاريخ تونس أن يتدربوا شأنهم في مشهد مناسب للجميع للمساهمة في بلورة رؤية وطنية شاملة نافذة تنهض بالجهات وتنقذ البلاد من الإرهاصات والارتهانات التي أصبحت تهدد كيانها ووحدة شعبها وذلك من خلال تعبئة وتحريك همم كل الدستوريين أينما تواجدوا من منطلق رسالتهم التاريخية لمشروعهم الاصلاحي الدستوري وذلك في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2019 وفق خيار يراعي خصوصياتهم ومكانتهم للتفاعل مع كل القوى الوطنية المحبة لخدمة الوطن وسلامته و مناعة استقلاله وبناء مستقبل آمن ومطمئن للأجيال الصاعدة واستعادة مقام تونس المتقدم بين الشعوب والأمم. عاشت تونس حرة و منيعة بصدق ولاء أبنائها لها دون سواها عن تنسيقية التيار الوطني الدستوري : الازهر الضيفي