تونس الشروق: قال الكاتب والباحث في علم الاجتماع اصف بيات في محاضرة القاها في العاصمة صباح أمس إنّ «تونس توصلت الى التعامل بشكل افضل مع سياق ما بعد الثورة وكانت هناك إصلاحات ثورية فحركة النهضة مثلا بدت قادرة على تغيير نفسها والتأقلم مع واقعها التونسي عكس ما حصل مع اخوان مصر حيث كان سقوطهم المدوّي». واعتبر بيات، الإيراني المقيم في الولاياتالمتحدةالامريكية وصاحب العديد من الإصدارات حول الثورات العربية منها «الفقراء المقاومون» و»ثورة في ازمنة سيئة» و»ثورة من دون ثوريين: فهم الربيع العربي» وغيرها من الإصدارات سواء كتب او مقالات نُشرت في مجلات مختصة، ان تونس حققت العديد من الإيجابيات مقارنة بتجارب ليبيا وسوريا واليمن حيث سيطرت قوى خارجية على الاحداث في هذه البلدان لتظهر تونس منسوبا اقل من الفوضى والدمار كما ان سير الحياة الطبيعية تواصل ما بعد الثورة وهذا كان احد مفارقات الثورة التونسية. القادمون من القاع كما اعتبر، في مداخلة القاها تحت عنوان «الربيع العربي : ثورات زمن النيوليبرالية» وذلك في ندوة نظمها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع منظمة فريدريش ايبرات صباح امس بالعاصمة، هناك أوجه إيجابية عديدة للثورة التونسية وان ما حصل في تونس هو اصلاح ثوري وليس ثورة فمن قادوا الثورة لم يكونوا في اعلى سدة الحكم بل هم قادمون من القاع كما ان وجوه النظام القديم موجودون في الاعلام ويشاركون في الحكم ومتقلدون لمناصب في الوزارات وغيرها وبالتالي هناك نوع من الردّة سببها عدم وجود إجراءات ثورية وقطيعة فعلية مع النظام القديم. واعتبر الباحث اصف بيات ان الثورات ليست متعلقة بالانظمة السياسية فحسب بل تتعلق بما يحدث في عمق بلد الثورة في المزارع وفي المصانع وغيرها من الأماكن التي يعيش فيها المفقرون وهي فرصة لا تعاد مرة أخرى وفرصة للقادمين من القاع لتغيير واقعهم. وأضاف ان مفهوم الثورة يعني التغيير المحسوس في الحياة العادية للافراد وفي المسار الثوري يجب وضع الاصبع على المسائل الهامة مثل اللاعدالة اجتماعية التي كانت سائدة. تواصل الثورة التونسية من جهته قال الكاتب شكري مبخوت في كلمة تحت عنوان «الثورة التونسية: القطيعة والتواصل» ان الثورة التونسية كانت استكمالا لما كان من حركية في الثلاثينات وما تم تركيزه في الستينات مضيفا «بعيدا عن تحوير المسار من قبل الإسلاميين بمعركة الهوية وغيرها من المعارك الجانبية فان الثورة جاءت لتاخذ المجتمع الى مرحلة متقدمة». واعتبر المبخوت ان عوامل انقاذ الثورة التونسية مترسخة وهو وجود تنظيمات مدنية مضيفا «هذه معطيات وليس تحليلا واذا اتفقنا حول هذه المعطيات فان عوامل استقرار الثورة التونسية تغلب عوامل القطيعة». واعتبر انه لا شيء يدل انه ينبغي ان ناسف عن هذا المصير التونسي فالثورة كانت موجودة وكانت بداية الأصل لما نعيشه اليوم. من جهته قال مسعود الرمضاني في «حضور الفعل الاحتجاجي وغياب المشروع السياسي» ان المنعرج في تونس كان بأحداث الحوض المنجمي وهي بداية حركة اجتماعية تخرج عن السلطة وتكذّب المعجزة الاقتصادية التي كان يروّج لها والمبنية على غياب العدالة الاجتماعية وتشكلت لجنة للدفاع عن هذا الحراك الا ان «الديمقراطيين لم يكونوا يمثلون شيئا امام جبروت النظام فعددهم كان قليلا». ولاحظ الرمضاني ان الحركات الاجتماعية في تونس برزت بشكل محلّي ثم أصبحت وطنية بعد الثورة وهي تعود اليوم لمحليتها مثلما بدا ت لانها رات ان مطالبها لم تتحقق على المستوى الجماعي وهي احتجاجات لا تريد قلب النظام ولكنها تريد تحقيق مطالب محلية.