أكدت قوات الجيش الليبي المتمثلة في كتيبة طارق بن زياد المقاتلة، و الكتيبة 189 مشاة (كتيبة شهداء الزاوية المجحفلة سابقاً )، فجر أمس الجمعة، في أول عملية لهما مقتل المدعو عبدالمنعم الحسناوي المكنى ب» أبي طلحة الليبي» في منطقة القرضة الشاطئ في الجنوب الليبي . طرابلس (الشروق) فاتح منّاع وعبدالمنعم سالم خليفة بلحاج الحسناوي من مواليد بلدة القرضة، التي تتبع إداريا مدينة سبها في الجنوب الليبي. وكانت الأجهزة الأمنية الليبية قد ألقت القبض عليه العام 1996 رفقة مجموعة أخرى عند محاولتهم اغتيال العقيد معمر القذافي في براك الشاطئ رفقة محمد عبد الله القريو وعبد الرزاق الترهوني، اللذين قتلا أثناء مطاردتهما بعد 11 شهرا من اختبائهم في تاجوراء . وفي عام 2013 غادر الحسناوي» أبو طلحة» إلى سوريا. وكلف هناك بمهام المسؤول الشرعي لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية "جهادية" قاتلت ضد قوات الجيش السوري. وأسس رفقة كثيرين "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة". وعاد إلى مدينة الشاطئ رفقة زوجته (سورية الجنسية)، عقب إطلاق عملية الكرامة العام 2104. وبعد مشاركته عام 2011 للمعارضة المسلحة في قتالهم ضد قوات القذافي، برز اسمه مرة أخرى و أصبح أبرز قيادات الجماعة في الجنوب. وتحصل على دعم من المؤتمر الوطني العام وتحديدا لجنة الدفاع والأمن القومي التي ترأسها عبد الوهاب القايد . وأسس أبو طلحة، كيانا مسلحا يحمل اسم «مجلس شورى قبيلة الحساونة»، في مدينة الشاطئ، وذلك على غرار ما يعرف ب «مجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وأجدابيا»، التي يتزعمها عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة أو تنظيم ""القاعدة" . وقبل عودته الى ليبيا سنة 2014 أعلنت بغداد مقتله في مواجهات مع الجيش العراقي وسط البلاد، الا أن ظهوره مجدداً جنوب ليبيا فند ما أعلن عنه العراق. وأبو طلحة كان يشرف على خط إمداد خلفي « مجلس شورى ثوار بنغازي «. ويتنقل عبر مدن الجفرة وسبها وأوباري ومصراتة لشراء السيارات والأسلحة من السوق السوداء بمبالغ مالية مغرية بالتعاون مع شخص يدعى « أنور صوان «. وتربط أبوطلحة علاقات متينة بقيادات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب العربي" . وخلال تلك الفترة استشعر أعيان قبيلة الحساونة التي تسكن مدينة الشاطئ الخطر نتيجة محاولة استقطاب « أبي طلحة «، عددا من شبابها العاطلين عن العمل وحتى المراهقين إلى تشكيله المسلح الجديد. كما أن مصادر أكدت أن أعيان القبيلة وأهالي هؤلاء الشباب مارسوا ضغوطاً اجتماعية وقبلية لعلمهم بخطورة هذا الشخص وتشكيل كيانات عسكرية مؤدلجة قد تزج باسم منطقتهم في مشاكل هم في غنى عنها. وقد نجحوا بالفعل في تحييد عشرات الشباب عنه . في العام 2016 شن طيران مجهول غارات جوية استهدفت 3 منازل في منطقة القرضة الشاطي ليس من بينها أي منزل مملوك فعلياً للحسناوي « أبي طلحة «. واثنان منها كانا مستأجرين من مواطنين لا علاقة لهما بأي تنظيم اسلامي متشدد أو تشكيل مسلح.ويعيشان خارج المنطقة. وهما منصور الغويل وحمد الغويل. وقد أدت هذه الغارات إلى مقتل ثمانية أشخاص نقلوا إلى مستشفى برقن. ثلاثة منهم على شكل أشلاء من بينهم عضو دار الإفتاء الشيخ نادر العمراني، قبل أن يتم اقتحامه من قبل مسلحين نقلوا الجثث والأشلاء الى جهة مجهولة، إضافة إلى إصابة سيدة فلسطينية ونجلها بجروح متوسطة نقلوا على إثرها الى المستشفى. وهم من عائلة مدرس فلسطيني يقطن بالمنطقة من سبعينيات القرن الماضي . وأعلنت كتيبة طارق بن زياد المقاتلة، التابعة للجيش الليبي، في الخامس عشر من جانفي الحالي، انطلاق عمليات تحرير الجنوب، حسب تعليمات القائد العام المشير «خليفة حفتر «. وطالبت الكتيبة أهالي الجنوب بالبقاء في المنازل، وإغلاق النوافذ والابتعاد عن مواقع وتمركزات العصابات الإجرامية، فور وقوع الاشتباكات حرصا على سلامتهم من الرصاص .