بغض النظر عن الخط التحريري لقناة «الزيتونة»، فإن البرنامجين الذين يقدمهما الإعلامي نزار مرزوق، كانا المتنفس الإيجابي لبرامج هذه القناة. فمن منكم شاهد برنامجي «شو كيفاش» و«التشكيلة» على قناة الزيتونة، حتما سيتساءل عن سرّ القطيعة بين مقدمهما الإعلامي نزار مرزوق، وقناة نسمة، حيث نجح نزار مرزوق، في تقديم برامج ترفيهية ثقافية، لا تختلف كثيرا عن برامج مشابهة في قنوات خاصة أخرى وتحظى بنسب مشاهدة عالية، لكنها تميزت بالإبتعاد عن الميوعة والإثارة المفضوحة. وحتى بالنسبة لما يسمى «البوز»، لم يغب عن برنامجي نزار مرزوق، لكن منشط برنامجي «شو كيفاش» و«التشكيلة»، حاول قدر المستطاع، حسب ما لاحظناه من خلال متابعتنا لبرامجه ألا يحيد عن أخلاقيات المهنة الصحفية والإعلامية، وذلك من خلال الخبرة البسيطة التي اكتسبها في تجربته الإعلامية كمنتج، في البداية... نزار مرزوق بدأ مشواره الإعلامي بإعداد 50 ريبورتاجا في برنامج ستار أكاديمي مغرب ثم التحق فيما بعد بفريق برنامج «دار فاميليا»، ثم عمل في مكتب الجزيرة أطفال في تونس، وبرز فيما بعد على قناة نسمة، وتحديدا في برنامج «ناس نسمة» حيث بدأ بالريبورتاجات، ثم انتقل لمساعدة فواز بن تمسك، ثم نجح في كتابة «السكاتشات» للشخصيات التي كانت تقدمها سوسن معالج في البرنامج، إلى أن أصبح منتج البرنامج في سنة 2010. وبصراحة ما شدنا إلى تسليط الضوء على تجربة نزار مرزوق، كمنشط تتوفر فيه كل شروط النجاح، عندما تتابعه للوهلة الأولى، هو عدم حياده عن الأفكار والأخلاقيات التي تعلمها في دراسته للصحافة، واستقلاليته التي جعلته محايدا، وبعيدا عن ضغوطات الخط التحريري، للقناة الخاصة التي تبث برنامجيه «شو كيفاش» و«التشكيلة»، وهذا في حد ذاته نقطة مضيئة في مسيرة إعلامي شاب، يشق مسيرته بثبات، في وسط لا يعترف بالكفاءات، بقدر اعترافه بالولاءات. بيد أن ما يمكن أن نعاتب عليه الزميل نزار مرزوق، هو التقصير في استضافة أكثر عدد ممكن من المثقفين والكتاب، وهم قادرون كضيوف على أن يجعلوا من برنامجيه أكثر تميزا خاصة وأن نزار قادر على محاورتهم، وتقديم مادة إعلامية فيها التثقيف والثقافة من ناحية، وفيها الإثارة و«البوز» إن أراد من ناحية أخرى، فضلا عن كونه سيبتعد عن المستهلك في برامج القنوات الأخرى.