المشهد في ميناء الصيد البحري بطبلبة لا يكاد يتغير منذ سنوات... مئات البحّارة يسعون يوميا وراء قوتهم وقوت عائلاتهم، يواجهون الصعاب والأخطار من أجل لقمة العيش . في طبلبة لا يكاد يخلو بيت من بحّار، البحر عندهم هو الرزق، هو الحياة وهو المصير، يعلقون عليه كلّ آمالهم ويلجؤون إليه بكل ثقلهم فلا يخذلهم، وإن غدرهم مرارا... إنّما أتاهم الخذلان من السلطة التي تُبحر عكس التيار وتتخذ قرارات وتضع قوانين وإجراءات على غير ما ينتظره البحارة، وكأنّها تمعن في إغراقهم والتنكيل بهم . فالقوانين المنظمة لقطاع الصيد البحري والإجراءات المتخذة لتسيير القطاع مجحفة بكل المقاييس دفعت بالبحارة إلى حالة من اليأس والإحباط، وقد طال انتظارهم لتدخّل جريء عقلاني ينهي معاناتهم وينظم هذا القطاع بشكل يحقق للمشتغلين فيه كرامتهم ويضمن مستقبلهم ويحفظ حقّ تونس في استغلال ثرواتها بشكل يسهم في تنميتها . فالمشاكل المتراكمة التي يعاني منها قطاع الصيد البحري لا تستوجب تدخلا من السلطة المحلية ولا الجهوية فحسب بل تتطلب تدخلا عاجلا من أعلى مستوى من أجل إيجاد حلول جذرية طال انتظارها.