رغم التطور السريع الذي يشهده المجال السمعي البصري والقنوات التلفزيونية خصوصا مازال المشرفون على التلفزات في تونس يرددون مقولة العروي « بيناتنا فلسة « وذلك كلما وقع لومهم اووجه لهم النقد على برنامج لم يستحسنه المشاهدون . يعتقد المشرفون على القنوات التلفزيونية الخاصة انهم احرار يقدمون المادة التي يريدونها مبررين ذلك بأن قنواتهم هي مؤسسات خاصة اوحرة في حين ان هذه القنوات هي فضاءات إعلام عمومية تدخل الى كل البيوت، اضافة الى كونها تخضع لكراس شروط يعاقب كل المتجاوزين لقوانينه . أسوق هذه الملاحظة الى اصحاب هذه القنوات ومعدي بعض البرامج الذين يستسهلون العمل التلفزي الى درجة نسخ برامج بعينها من قنوات اخرى محاولين تونستها اوتطويعها للبيئة التونسية في حين انها لا تمت بصلة الى الثقافة التونسية . وهناك من يحاول تقليد البرامج التلفزيونية الغربية المعروفة اعتقادا منه انه قادر على الإتيان بمثلها دون ان يعرف ان نجاح وشهرة هذه البرامج هما ثمرة عمل وجهد كبيرين بدءا من الفكرة والتصور وصولا الى المضمون . أضف الى ذلك ان صناع هذه البرامج هم محترفون يحترمون مهنتهم مثلما يحترمون المشاهد. ان العمل التلفزي مهما كان نوعه هواحتراف واحترام للمهنة والمشاهد، وليس « كعور ودز للاعور « كما يقال. صحيح ان غالبية المشاهدين يرغبون في الإثارة و»التلصص» على قضايا الناس الشخصية والسرية، ولكن هذا لا يمنح الحق لاصحاب البرامج بنقلها كما هي اوتزييفها ثم تقديمها للمشاهد لإثارته والتأثير عليه حتى يدمن عليها، فدور التلفزة لا يقتصر على الترفيه مهما كان نوعه وشد المشاهد بكل الطرق المباحة وغير المباحة، وانما هوتثقيفي وتوجيهي كذلك من اجل بناء مجتمع متزن نفساني ومعتدل فكري. العمل التلفزي هوأخلاق قبل ان يكون سلعة تروج من اجل تحقيق نسب اقبال عالية وايرادات اشهار اعلى.