قطاع المصوغ في تونس من القطاعات الحساسة التي تخضع الى التسويق بالمسالك القانونية، بشكل دقيق ومشدد، من قبل أجهزة الدولة، لكن ذلك لم يمنع المتجاوزين من الدخول على الخط، وممارسة التزوير والغش، بسبب الدخلاء والسماسرة. هذه الاشكاليات تتخبط فيها عدد من أسواق الذهب، من بينهم سوق الصاغة بجرجيس، الذي رغم عراقته وتاريخيته إلا انه اليوم مهدد بالاندثار، وتجاره يشكون العديد من الصعوبات، خاصة المتعلقة بالرقابة، وغياب دعم الدولة، التي قالوا انها قدمت استقالتها من قطاع الذهب. سوق الصاغة بجرجيس بات اليوم يعرف سباتا وحالة من الركود والكساد، مما تسبب في صعوبات مالية لبعض التجار، بعضهم أغلق محلاتهم، في حين مازال البعض الآخر يحاول الخروج من أزمته، التي سببها الرئيسي هي بروز أباطرة وسماسرة للذهب، وسيطروا على عالم المعادن لضرب الحرفيين والتجار. أزمة قطاع الذهب من بين أسبابها هي تراجع المقدرة الشرائية للمواطن، يضاف الى ذلك بروز معطيات بوجود ذهب مغشوش بصدد ترويجه، وهو ما اثر سلبا على مردودية القطاع وانتاجيته. ويحتاج قطاع الذهب اليوم الى استراتيجية وطنية لدراسة اسباب ازمته وايجاد الحلول اللازمة التي من بينها تحرير القطاع على غرار ما اقرته عدد من الدول.