كيف يمكن اقناع 7.3 مليون تونسي بعدم الدخول الى حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ولو ليوم واحد؟ سؤال يطرح نفسه والانسانية تحتفل اليوم باليوم العالمي دون ابحار في هذه المنصة... تونس الشروق: انطلقت المبادرة التي تهدف الى مقاطعة موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك في سنة 2011 لما حدد الطبيب وعالم النفس البلجيكي سارج قوزلان المخاطر النفسية والجسدية للإدمان على هذه المنصة. وبين الباحث ان « المشكل يكمن حين يصبح الأمر بديلا عن التواصل الاجتماعي. فالنقطة المشتركة بين جميع المدمنين هي حين تكون هناك خسارة سواء كانت قليلة أو مهمة، جزئية أو كاملة للتواصل مع الواقع. وهنا يمكن الحديث عن الإدمان". مضيفا « حين نشعر أن هناك نقصا، أو فراغا، أو أنه يمكن أن يكون هناك حزن وحتى قلق حين نحرم منه وحين يكون الشخص مدمنا، نلاحظ أن لديه أيضا غيابا للاهتمام بالأنشطة الأخرى التي كانت تعجبه من قبل". ولتحديد مدى درجة ادماننا « الشخص الذي لا يملك ما يكفي من الأصدقاء يشعر افتراضيا أن لديه ما يكفي. والشخص الذي يحصل على الاعتراف والموافقة سيجد في الشبكات الاجتماعية ما ينقصه". ومن الضروري أن نتمكن من إدراك إلى أي مدى يمكن للشبكات الاجتماعية أن تجلب لنا شيئا «. ومع ذلك لا يمكن ان ننكر ان لهذا الموقع الاجتماعي مزايا وإيجابيات ان أحسنا استعماله. توعية... من الصعب حسب جميع المختصين اقناع المدمنين على هذا الموقع بعدم الدخول اليه. وفي مداخلة سابقة له في جريدة الشروق يرى الأستاذ طارق بالحاج محمد الباحث في علم الاجتماع إن « شبكات التواصل الاجتماعي فتحت عصراً جديداً من عصور الاتصال والتفاعل بين البشر ووفرة في المعلومات والمعارف والخدمات التي تقدمها لمستخدميها ولكن على الجانب الآخر هناك مخاوف من الآثار السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي قد تحدثها. يتعلق الأمر إذن بنشوء ثقافة اجتماعية فرعية مضادة للثقافة السائدة ثقافة ما فتئت تتوسع لتشمل شرائح اجتماعية متزايدة وغير متجانسة ويسقط ضحيتها أفراد ومجموعات وأجيال كنا نظن لوقت قريب أنهم محصنون نفسيا ومعرفيا وتربويا واجتماعيا ومهنيا. والقول بأنها ثقافة ليس فيه شيء من المبالغة. فنحن نلمس تأثير هذه الشبكات في المشهد الاجتماعي والثقافي في مستويين: أولهما مستوى السلوك وثانيهما مستوى القيم الثقافية. فهذه الشبكات بقدر ما سهلت حياتنا بقدر ما عقدتها وقلصت من مساحات التواصل والاتصال حتى داخل العائلة الواحدة. فقد أثرت على عواطفنا وحتى على عاداتنا وسلوكاتنا. فنحن لا نستعملها كوسائل فقط بل نقع فريسة رموز وقيم ثقافية واجتماعية ومن بينها تقلص مساحة التواصل الأسري تراجع دور «المائدة الغذائية العائلية» في منظومتنا التربوية والغذائية ...فمع مرور الزمن أصبحنا نخصص وقتنا أكثر فأكثر لآلاتنا وأجهزتنا وأصبحنا نشهد اتجاها متزايدا في التنافر بين أفراد العائلة وضعفا في الرقابة والإحاطة الوالدية تجاه الأبناء.» ويضيف عالم الاجتماع « إن للإنترنت اليوم دورا حيويا ومهماً في حياتنا اليومية. لذا فإننا مدعوون اليوم للعمل معاً لتعزيز قدراتنا الوطنية وتشبيكها مع المجهودات الدولية لمحاربة ووقف الأخطار وبناء إطار تعاوني مع جميع مقدمي خدمة الإنترنت للتأكد من أن هذه الخدمات لا تستخدم بصورة سيئة لإيذاء الآخرين بما في ذلك الطفل والأسرة والمجتمع. وعلى صعيد الأهل فانه بات من الضروري أن يستفيقوا من استقالتهم وأن يكونوا على اطلاع على كل ما يفعله أولادهم على الانترنت، من خلال معرفة المواقع التي يدخلونها والعمل على ضبط الكومبيوتر الذي يستعمله أطفالهم عبر برامج حماية وأنظمة دخول معينة تمنع دخول مواقع إباحية وغيرها من الأمور الضرورية لضمان سلامة الأطفال وحمايتهم من أي اعتداء أو استغلال أو تجنيد». ماسي... لقد خلقت الاستعمالات الخاطئة لموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك في تونس عديد الماسي من بث الإشاعات واثارة الفتنة والتحريض على القتل والتكفير والتشويه والمس من الشرف. وبلغة الأرقام، يعد الفايسبوك ثاني سبب للطلاق في تونس. وبسبب الفايسبوك، نظرت المحاكم التونسية في أكثر من 2000 قضية سببها خلافات كان الموقع الاجتماعي المذكور مسرحا لها. وينص الفصل 86 من مجلة الاتصالات على انه « يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين سنة واحدة وسنتين وبخطية من مائة إلى ألف دينار كل من يتعمد الإساءة إلى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات» و منها الفايسبوك...