الصدفة وحدها قادتني لمشاهدة الحلقة الأخيرة من برنامج عندي ما نقلك لعلاء الشابي ، تابعت البرنامج الذي إستضاف فيه الزوجة وزوجها وشقيقه وظننت في البداية وكأنني أحلم قبل أن أتأكد أنٌني فعلا أمام « حوار « بين زوجة وزوجها وشقيقه ! لا أستطيع ان أتٌهم علاء بفبركة هذه الحلقة أو أفتعال قضايا ومشاكل غير موجودة في الواقع من نسج الخيال التلفزيوني كما أنٌني لست من هواة « التغطية « على المشاكل الأجتماعية أو تجاهلها لكني أتساءل عن حجم الشجاعة التي يملكها هؤلاء للظهور في التلفزة وفيما بعد على شبكة اليوتيوب أمام ملايين الناس وهم يتحدثون بتلك « الأريحية «عن خلافاتهم وبذلك الخطاب وماذا يمكن آن يستفيد الشباب وهم يشاهدون علاقات زوجية كهذه موغلة في العنف والبذاءة . صحيح أن برامج تلفزيون الواقع موجودة في كل البلدان الأوروبية وغير الأوروبية ولكن هل نملك نفس الثقافة ونفس المكون النفسي والأجتماعي ونفس البنى العائلية ؟ إن ما يبث في برنامج عندي ما نقلك منذ سنوات يؤكد حجم الهوة التي سقط فيها المجتمع التونسي وحجم الهوان الذي نعانيه فكأننا في مستشفى جماعي للامراض النفسية والعقلية وكأن مجتمعنا التونسي لا توجد فيه الا النماذج غير السوية التي تحولها برامج تلفزيون الواقع الى نماذج للأحتذاء والأحتفاء في تغييب كامل لكل ماهو إيجابي يمكن أن نعتز به ! لقد دخلنا بفضل الفضائيات التونسية الى مرحلة صناعة اليأس!