لم تطل فرحة الشارع الليبي بمخرجات قمة أبوظبي التي جمعت بين المشير خليفة حفتر وفائز السراج برعاية المبعوث الاممي غسان سلامة وبدعوة من الحكومة الاماراتية التي أستقبلتها الأممالمتحدة والقوى الدولية في بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وحتى إيطاليا ودول الجوار حتى أطل أول أمس الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا السويحلي المقرب من حركة الأخوان المسلمين ليعلن أن مخرجات هذه القمة غير ملزمة وأن الشعب الليبي غير جاهز للحوار بالتزامن مع تهديد فائز السراج بضغوط من الأخوان المسلمين بالحرب الأهلية في رسالة ضمنية ترفض تقدم الجيش الليبي بقيادة حفتر الذي هدد بدوره بالدخول الى طرابلس وفرض الأمر الواقع وتنظيم انتخابات تنهي الحالة العبثية التي تعيشها ليبيا . وبالتزامن مع الحراك الليبي ودق طبول الحرب الأهلية في ليبيا تعيش الشقيقة الجزائر منذ حوالي عشرة أيام حراكا شعبيا سلميا الى حد الآن لكن هناك مخاوف من الانزلاق نحو العنف والفوضى وقد كانت رسالة نائب وزير الدفاع القائد العام لأركان الجيش الشعبي الجزائري قايد صالح أمس واضحة إذ نبه لوجود مساع لإعادة الجزائر الى مربع العشرية السوداء وهو ما لا يمكن أن يسمح به الجيش الذي كان السد المنيع أمام محاولات إسقاط الدولة في التسعينات . إن الشعارات التي يرفعها الجزائريون شرعية بشهادة الطبقة الحاكمة وقادة الجيش ولكن كم من شعارات حق أريد بها باطل وكم تحاط الطريق الى الجحيم بالنوايا الطيبة والبيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية اول أمس عن دعمها للتظاهرات السلمية في الجزائر فيه الكثير من الإيحاءات بالتدخل الواضح في الشأن الجزائري مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا قبل إسقاط الأنظمة . ما نرجوه كتونسيين هو أن يحفظ الله الجزائر وأن لا تعود تلك السنوات السوداء وأن تتجاوز الجزائر هذا الامتحان لتبقى سندا لتونس وضامنا للاستقرار في المنطقة المغاربية .