خصص نوفل الورتاني الحلقة الاخيرة من برنامجه اضحك معنا للتراث الشعبي وخاصة للشعر الشعبي ولا نعرف الداعي لذلك وما المناسبة وقد يكون اراد استباق اليوم الوطني للباس التقليدي الموافق ليوم 16 مارس إذ كان عدد من « المحللين « يرتدون اللباس التقليدي . الورتاني قدم الشعراء الشعبيين والشعر الشعبي في صورة كاريكاتورية وهزلية تحول الشاعر الشعبي الى « كاركوز « وموضوع للسخرية في اعتداء مجاني على وجدان فئات واسعة من التونسيين وعلى مخيالهم وخاصة في المناطق التي عرفت بالشعر الشعبي حفظا وابداعا في مناطق تطاوين وبنقردان وبني خداش ومدنين ومارث والحامة والفوار دوز وغيرها التي انجبت شعراء رسخوا في الذاكرة الشعبية وارخوا لملاحم النضال الوطني وهم جزء من الذاكرة التونسية ومن ثقافة البلاد . إن هذا البرنامج مثل اغلب البرامج التي نشاهدها في السنوات الاخيرة على الفضائيات التونسية يؤكد اصرار بعض المنشطين على تهميش كل ما هو جميل وعميق في تراثنا وثقافتنا فقد تحول الشعراء الذين ابدعوا ملاحم العشق والنضال وعبروا عن معاناة التونسيين ومحنة تونس في فترات متعددة من تاريخها الى مجرد « كاركوز « يثيرون الضحك والشفقة باسم الهزل والمزاح ! فعلا لقد وصلنا الى القاع الذي لا قاع بعده في زمن التسطيح وتتفيه كل شيء يمكن ان يكون له قيمة او معنى انه زمن اللامعنى او زمن حاتم زهران كما سماه نجيب محفوظ رحمه الله !