مع حلول شهر مارس وفتح الميزانية ستستقبل تونس مجموعة من «الأدباء والكتٌاب» العرب كضيوف على الملتقيات «الأدبية» التي تنظٌمها جمعيات تنفق عليها الدولة من المال العام ! هذا الحراك الأدبي الجمعياتي الذي تعرفه تونس منذ سنة 2011 يثير الكثير من الأسئلة فالغالب على الأسماء التي تم استضافتها في أغلب هذه الملتقيات هو أنٌها مجهولة حتى في بلدانها الأصلية وهناك «أدباء» لا يعرفهم أحد إلا في تونس تتم دعوتهم عن طريق شبكات الفايس بوك غالبا بل يتم تكريمهم أيضا ولا أحد يتساءل أو يحاسب المسؤولين عن هذه الجمعيات التي تنفق عليها الدولة الملايين من أجل تنظيم ملتقيات أدبية لا تحمل من الأدب إلا الاسم . ففي عدد من الملتقيات حدثت فضائح وعدد كبير من الضيوف لم يجدوا ظروفا ملائمة ومحترمة في السكن والتنقل بل ان هناك من نظٌم ملتقيات وهمية وحين وصل الضيوف الى مطار قرطاج لم يجدوا أحدا في أنتظارهم بعد أن أغلق المنظمون هواتفهم ! كل هذا يحدث في تونس منذ ثماني سنوات ولا أحد يتدخل بأسم «حرية» العمل الجمعياتي و«الأستقلالية» في الوقت الذي لا تجد فيه بعض المنظمات الثقافية العريقة مثل اتٌحاد الكتٌاب التونسيين واتحاد الفنانين التشكيليين وغيرهما الامكانيات اللاٌزمة لتنظيم ملتقيات عربية في حين تتوفٌر لجمعيات يمارس المشرفون عليها الابتزاز لوزارة الثقافة والمندوبيات الثقافية بل هناك ملتقيات تم تنظيمها في تونس بتمويل من بعض الخليجيين دون أن تحرٌك مصالح الرقابة في وزارة الثقافة ساكنا ! إن وزير الثقافة مدعو اليوم الى مراجعة هذه التظاهرات التي تنظٌمها جمعيات وتستضيف كتاب وأدباء مجهولين حتى في بلدانهم وكل ما يملكونه علاقات «وطيدة» على شبكة الفايس بوك مع ناشطين جمعياتيين أغلبهم وافد على المشهد الأدبي بعد 14 جانفي. لقد كانت تونس تستقبل كبار الأدباء العرب واليوم تستقبل من هب ودب بتمويل من المال العام فمتى ينتهي هذا النزيف للمال العام وهذا التشويه لسمعة تونس بمال وطني ؟!