أصبحت المنوعات التلفزيونية فضاء مفتوحا للمجاملات و«الأصحاب» على حساب الابداع الذي فيه إضافة ... فأغلب ضيوف هذه المنوعات هم من الذين يشتغلون في نفس القناة التلفزيونية، فمنشط هذه المنوعة تلتقيه ضيفا في منوعة أخرى لنفس القناة والعكس صحيح. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل هناك قنوات فتحت أبواب منوعاتها لتصفية الحسابات مع قنوات أخرى من خلال استضافة المغضوب عليهم للنيل من قناة كان المنشط أحد المدافعين عنها فينقلب بقدر قادر الى منتقد لها بعد الاستغناء عنه. اننا امام ظاهرة إعلامية غريبة على المشاهد التونسي الذي يبدو انه فقد ثقته في هذه القنوات فلجأ الى قنوات عربية أخرى بحثا عن الإفادة والمتعة والنغم الجميل ... فهل هذه حرية الابداع والإنتاج التي نبغيها ونبحث عنها في قنواتنا التلفزيونية التي تحوّلت منوعاتها الى حلبة صراع بدرجة أولى. دبلجة ركيكة للمسلسلات التركية لا أدرى لماذا هذا الإصرار على بث المسلسلات التركية باعتماد الدبلجة الى اللهجة التونسية، الا يوجد مدقق لغوي لمراقبة هذه الدبلجة التي كرست ألفاظا ومفردات ركيكة، «سوقية» دخلت بيوت العائلات التونسية رغما عنه وأصبحت تسكنها قسرا.. ما معنى أن تدخل بيوت العائلات التونسية ألفاظا وكلمات مقززة، يندى لها الجبين للتعبير عن موقف غاضب أو دعوة للانتقام ... وما أكثر الجرائم والدعوات الى الانتقام والقضاء على العائلات وتدمير الاسر في هذه المسلسلات التي تقتل في المشاهد كل معاني الحياة الجميلة ...انه الخراب البطيء للمجتمع. إصدارات تونسية ..نقطة ضوء يبقى الموعد مع «إصدارات تونسية» للكاتب والمنتج عبدالجبار الشريف على الوطنية الأولى نقطة الضوء الوحيدة المشعة بالحياة والامل وسط العتمة، فهذا الموعد الذي تتجاوز مدته الخمس دقائق يقدم لنا بلغة عربية سلسة، متقنة، محترمة لكل قواعد اللغة العربية أحدث الاصدارات في مجال الكتاب من حيث المضمون وما يطرحه صاحب هذا الكتاب من إشكاليات. «إصدارات تونسية» موعد متفرد لكل باحث عن المتعة المعرفية في الكتاب.