لقد تضاعفت نسب التطبب الذاتي عند التونسيين في السنوات الاخيرة وأضحت ظاهرة خطيرة تنذر بعواقب وخيمة على صحة المواطنين عامة. فاغلب التونسيين يقصدون الصيدليات ويقتنون ما يخطر على بالهم من ادوية والغريب ان اغلب الصيدليات اضحت تنصاع لطلبات المواطنين فلا تطالب بالوصفة الطبية. لقد اضحى الكسب المادي هو المحرك الاول فلم تعد بعض الصيدليات تختلف كثيرا عن اغلب المحلات التجارية ذلك ان جنوح اغلب المواطنين الى اقتناء الادوية مباشرة من الصيدليات ودون صفات طبية امر يعود بالأساس الى الصعود الجنوني لمعاليم الاطباء وخاصة اطباء الاختصاص اضافة الى تخلي الكنام وانسلاخ اغلب الاطباء من منظومتها فالتطبب الذاتي لم يعد اختيارا بل اضحى اضطرارا أحيانا في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة ولكن هذا السلوك ستكون له عواقب وخيمة على صحة الاطفال الصغار خاصة اذ يسارع اغلب الصيادلة الى تقديم المضادات الحيوية كوصفة اساسية لكل الامراض التي يتعرض لها الاطفال الصغار ويرى اغلب الخبراء ان المبالغة في استعمالها سيسهم في تكوين مقاومة من قبل البكتيريا ومناعة تجعل الدواء غير قادر على مجابهتها كما ان بعض الادوية لها مضاعفات جانبية لا يمكن ان يدركها المواطن او الصيدلي بل هي من صميم اختصاص الطبيب وقد تسبب اعراضا جانبية خطيرة. ان هذه الظاهرة الخطيرة لابد ان تعالج وذلك بتدخل الدولة للحد من هذه العقلية التجارية التي تنتهجها بعض الصيدليات واجبارها على ضرورة طلب الوصفة الطبية لتقديم الادوية وخاصة المضادات الحيوية وغيرها من الادوية التي لها مضاعفات على صحة الانسان.