بقلم: محمد علي الجامعي (مدنين) من جبالنا طلع صوت الأحرار صوت الثورة التحريرية والمقاومة الجبلية بقيادة مصباح الجربوع شهيد معركة رمادة الشهيرة. فبني خداش إحدى معتمديات ولاية مدنين التي عرفت في عهد الحماية بخلافة الخزور عروش الحوايا ورغمه. والعلامات البارزة لهذه العروش الشجاعة والشهامة والتضحية والصبر الجميل. ومثل شجاعة مصباح الجربوع وبطولته كانت شجاعة منصور الهوش المدنيني المعروف وأبطال الودارنة وأولاد شهيدة بتطاوين والدغباجي الحامي وعلي بن خليفة النفاتي وغيرهم كثيرون وسطا وشمالا وجنوبا. وبني خداش التي نظمت هذه المدة ملتقى فلاحيا بقرية البحيرة لإعطاء دفع جديد للفلاحة وتعريف الشباب بأهمية الفلاحة التي اشتهرت بها تونس حتى كانت تعرف بمطمور روما. فبني خداش بجبالها وسهولها اشتهرت بالفلاحة سواء في غراسة الزيتون أو غيره من الأشجار مثل التين وعرفت كذلك بتربية الأغنام. ومنطقة الظاهر تعج بالأغنام بجميع أنواعها كالضأن والماعز وحتى الإبل. وعرفت أخيرا بتربية النحل وأجود إنتاج العسل. ولكي يدرك الشباب أن الاستقرار بمسقط الرأس والإسهام في تنمية الثروات والعزوف عن الحنين إلى الخارج أفضل بكثير للم شمل العائلة ومساعدة الدولة على تنظيم اليد العاملة والتقليل من البطالة وتنمية الثروة وتماسك العائلات والبعد عن التشرّد والقطيعة واليأس وحتى إلى التمرد واللصوصية والإرهاب. كل ذلك وارد ومتوقع وقد ظهر بالفعل. وإن الاضطراب في المجتمعات مرده كثرة البطالة والعزوف عن العمل الفلاحي والصناعي والانحباس في المقاهي والملاهي. وإني أبارك الملتقى الفلاحي الذي وقع والتأم بقرية البحيرة معتمدية بني خداش ولاية مدنين متمنيا لمنظميه المزيد من النجاح والفلاح وإلى الأمام كان الله في عونكم. عاشت تونس وعاش الشعب بكل فئاته وشرائحه.