أمسيت وبتّ وأصبحت وأضحيت... ومازلت على يقين العجائز أن وجوه عملتنا المحلية ووجوه ساستنا «الثورية» متساوية بالتمام والكمال لا من حيث تعرض هذه الوجوه وتلك إلى التدليس والتهريب والتبييض فقط وإنما كذلك من حيث الانحدار الحر المدوي للقيمة في أسواق الصرف وقضاء الشؤون. إلى درجة أن كلامها أصبح فعلا لا «وسخ الدنيا» فقط وإنما مجمع زبالتها وقذارتها في الهواء الطلق المفتوح على «الميزيريا» والهم الأزرق في المحيط. ويبقى الفرق الوحيد هو أن للعملة وجهين لا ثالث لهما وللساسة بالصدفة وجوه كرأس البصل وجه تحت وجه تحت وجه تحت وجه تستقبله عيناك بالدموع وهي العليمة بأن الوضع نتن ويستحق البكاء في صمت في انتظار النديب ولا موكب للعزاء في أناس كانوا بوجوههم. بال«تي آم آم» تيمّم الدينار وبغسيل الأموال توضأ لنا ساسة وما على القوم إلا السجود والركوع بتوقيت شركات سبر الآراء لنوايا التصويت بالقفة و«البالة» والبرويطة للأحزاب السابحة في العسل وضوءا وتيمّما ولا برنامج لها سوى الطهارة والنظافة للشعب من «وسخ الدنيا» غسلت يدي بالصابون الأخضر كبلدي الأخضر. ونظفت فهي بالسواك الحار وسألت جدتي عن الحالة قالت: تشكي لربّي سألت جدي ما العمل؟ أجاب اشك للعروي قلت: مات من زمان تنهّد وقال وهو يمسك عن عصاه المعقّفة الطويلة اشك للطبوبي ثم ضرب بعصاه الأرض وأضرب عن الكلام