«الإنتصار على الإسماعيلي والبَاقي على الله». هذا هو شِعار الإفريقي في الجولة المَصيرية لمُواصلة مُغامرته القارية جَنبا إلى جنب مع جاره الترجي الذي سيكون اليوم في جولة سياحية بعد أن تحصّل على جواز العُبور بصفة مُبكّرة. * في رادس، ستكون عُيون وقلوب الجَماهير في لقاء «الدراويش» أمّا العُقول فإنها ستنشغل بمُباراة «مَازمبي» وقسنطينة التي لا يُساورنا أدنى شك بأنها ستلعب بروح المُحاربين وفاءً لتقاليد الأشقاء الجزائريين وفي سبيل القضاء على شُؤم «الغِربان» الكُونغولية والترشح اليد باليد مع اخوتهم التونسيين والمُرتبطين معا بعلاقات يشهد بها الدين والتاريخ واللغة ودماء الشهداء في ساقية سيدي يوسف التي اجتازتها جحافل من النُجوم الجزائرية في طريقها لصناعة الفرح في «باب الجديد» كما هو الحَال بالنسبة إلى مَغاريا وبن شيخة وجَابو... مَهمّة الإفريقي عَسيرة لكنّها غير مُستحيلة طالما أن نِصف المَأمورية بين أرجل «الكَوارجية» المُطالبين بسحق «دراويش» الإسماعيلية وانتظار «هَدية» صَغيرة وليست بالصّعبة من قسنطينة التي تملك كلّ المُؤهلات الفنية لهزم «مَازمبي» أوجَرّه إلى التعادل لتكون الفرحة تونسية - جزائرية ولتدقّ طبول النّصر في قسنطينة و»باب الجديد». وسيكون من الظّلم والقَهر أن «تُسرق» الفَرحة القارية لصَاحب الرباعية التاريخية بعد أن كانت الجمعية قد كَافحت وقَاومت في رواندا والسُودان ومصر والجزائر من أجل تحقيق أحلام جماهيرها الغَالية من منزل عبد الرّحمان شَمالا إلى غمراسن جَنوبا. وسيكون من التعسّف والإجحاف أن يَبلغ الإفريقي سقف العَشر نقاط دون اقتلاع بطاقٌة التأهل إلى الدّور ربع النهائي وإكمال رحلة البحث عن اللّقب الذي كان نادي «بَاب الجديد» أوّل من أهداه للكُرة التونسية بفضل الجِيل الذهبي الذي يقوده آنذاك الرُوماني «بَلاتشي» ألف رحمة ونُور على رُوحه. وما هو ثَابت أن فريق «زفونكا» أمام حَتمية اكتساح «الدراويش» الذين لاحَ عليهم هذه المرّة «الزُهد» بما أنهم استسلموا بصفة مُبكّرة وتَقبّلوا الخروج بخفي حنين وذلك بعد كان الإسماعيلي المصري من المشهورين باللّعب الجَميل فَضلا عن «سَوابقه» المعروفة في «التَطاول» على أنديتنا في تونس بالذّات وهذه «الصّفة» تفرض أخذ الاحتياطات تفاديا للمُفاجآت. ولاشك في أن نادي «بَاب الجَديد» سيظهر اليوم في أفضل حَالاته المَعنوية والفنية بعد أن رجع من قسنطينة بفوز رائع من حيث تَوقيته وظروفه وأهميته. ومن المُؤكد أن الجمعية لن «تَخذل» الأحباء القادمين من كلّ فجّ عميق ليشهدوا هذه اللّحظة المُتلفة للأعصاب بالنّظر إلى حَاجة «الغَالية» إلى الفوز على «دراويش» الإسماعيلية مع تعادل أوانهزام «الغِربان» الكونغولية أمام قسنطينة. ولن نخوض في بقية الفَرضيات المُعقّدة والسّيناريوهات «المَجنونة» لأن فتح هذا الباب قد يذهب بالعُقول ويَغتال الأحلام وهذا ما لا نُريده في يوم شِعاره الأمل وهو كما تعرفون الرِداء الوحيد المُتبقي للتونسيين بعد أن سلبتنا حُكومات ما بعد «الثّورة» كلّ شيء بما في ذلك الحق في الحصول على صُندوق يحفظ كرامة أمواتنا من «ضَحايا» «الإرهاب الصّحي». * في الزمبابوي يَختتم الترجي دور المجموعات بفسحة ترفيهية أمام «بلاتينيوم» الذي اكتفى بتسجيل الحُضور تَاركا فرحة العُبور لسفير الكرة التونسية على أن يُرافقه المُنتصر في الصّراع المُنتظر بين «حُوريا» الغيني و»قَراصنة» جنوب إفريقيا. وبما أن الرّحلة الترجية شكلية فإن البعثة التونسية ستخوض لقاء «بلاتينيوم» ب»الذّخيرة» الاحتياطية التي لا نَحسبها تكتفي ب»استكشاف» الزمبابوي بل أن العَناصر البَديلة ستتعامل مع المباراة بجدية عَالية وذلك لعدّة اعتبارات وحِسابات منها الدفاع عن «برستيج» الجمعية التي تَتزعّم مَجموعتها الافريقية وتحتقل بعام المائوية وهي على عَرش القارة السّمراء. ومن جَانبه، يعرف التراوي أن قيادة الجمعية بالنّيابة عن الشعباني تَضع على كتفيه مسؤولية جسيمة ومن واجبه أن يكون على قَدر الثقة التي منحها له المدب في هذه الرحلة القارية والتي سيتحصّل أثناءها البُدلاء على فرصة ذهبية لإثبات امكاناتهم الفنية مع تأكيد ثراء الزاد البشري للجمعية الطّائرة فَرحا بفعل الانتصار الكَبير على «الصّفاقسية» المُتأهلين إلى الدور القادم من كأس الكنفدرالية في انتظار أن تكتمل الأفراح التونسية بترشّح نجم السّاحل بعد أن «يَعبث» يوم غد ب»سَاليتاس» البُوركينابي. البرنامج: رابطة أبطال افريقيا (الجولة السّادسة والأخيرة من دور المجموعات) في رادس (س14): النادي الإفريقي – الإسماعيلي المصري (الحكم السوداني الفاضل أبو شنب) في الكونغو الديمقراطية (س14): مازمبي الكونغولي – قسنطينة الجزائري (الحكم الكامروني سيدي أليوم) في الزمبابوي (س14): بلاتينيوم الزمبابوي – الترجي الرياضي (الحكم البوتسواني جوشوا بوندو) في غينيا (س14): حُوريا الغيني – أورلاندو بيراتس الجنوب - إفريقي (الحكم الأثيوبي باملاك تيسيما)