تعيش الشقيقة الجزائر منذ حوالي العشرين يوميا حراكا سياسيا غير مسبوق منذ أزمة الانتخابات البلدية في مطلع التسعينات واستقالة الشاذلي بن جديد ودخولها في مربع العنف بعد إلغاء نتائج الانتخابات البلدية . حراك يومي في الجزائر وقرارات وإجراءات وحوار سياسي ونقابي وإضرابات ولقاءات بين السلطة والمعارضة جعل الجزائر في عناوين النشرات الإخبارية على فضائيات العالم وكنّا ننتظر من الفضائيات التونسية أن تهتم بما يحدث على حدودنا والذي ستكون له تداعيات مباشرة على تونس ولكن لم نر أي اهتمام جدي وخاص بما يحدث في الشقيقة الجزائر. فلا ضيوف جزائريين ولا مراسلات خاصة بقنواتنا ولا مبعوثين خاصين ولا شيء من كل هذا فالطريقة التي تعاملت بها الفضائيات التونسية بدون استثناء لا ترقى الى مستوى هذه الأحداث التي نرجو أن تنتهي بمخرج يثبت استقرار الجزائر ومناعة مؤسساتها وسلامة شعبها الأبي ، فَلَو يحدث أي انزلاق في الجزائر ستدفع تونس ثمنا غاليا لذلك فإن ما يحدث في الجزائر هو شأن تونسي وكذلك الحال ما يحدث في ليبيا ولكن فضائياتنا مشغولة بالتفاهات و "البوز " ! والسؤال الى متى ستبقى الفضائيات التونسية تعمل بهذه العقلية البعيدة تماما عن الاحتراف والبعيدة عن المهنية .