بقلم الأستاذ محمد أمين بن يوسف (المحامي والدكتور في القانون والناشط في المجتمع المدني) تمّ يوم الثلاثاء 19 مارس 2019 الإعلان عن جملة من الإجراءات الاجتماعية لفائدة العديد من الفئات وخاصة منها ذوي الإعاقة من طرف رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال حضوره اليوم الدراسي حول التدخلات الاجتماعية بمقر المركز الدولي للبحوث والدراسات والتوثيق والتكوين حول الإعاقة « بسمة « وذلك بمناسبة اليوم العالمي للعمل الاجتماعي. وتبين زيارة رئيس الحكومة إلى مركز بسمة مدى اهتمام الحكومة بالأشخاص ذوي الإعاقة وأهمية المسألة في سياسة الدولة التونسية. وهي حركة هامة لا بد من التعريج عليها وتحيتها. لكن نتمنى أن لا يكون هذا الاهتمام ظرفيا ولأسباب انتخابية فقط وأن يتواصل بعد الانتخابات وأن يقع تحقيق بعض المكاسب لهذه الشريحة من المواطنين التي تم تهميشها وتحقيرها منذ 2011. كما أننا نلاحظ أنه وإن كانت هذه الزيارة ذات بعد رمزي هام إلا أن جملة القرارات المعلن عنها من قبل السيد رئيس الحكومة لم ترتق إلى طموح ذوي الإعاقة. ولم تستجب لحقيقة مطالبهم وانتظاراتهم. وبقيت بعيدة كل البعد عن واقعهم الاجتماعي الشيء الذي يدل على عدم وعي الحكومة بهذه الاحتياجات والمطالب. وإن مستشاري رئيس الحكومة لم يحسنوا توجيهه. وهم أنفسهم بعيدون كل البعد عن هذا الواقع وجاهلون لمطالب ذوي الإعاقة في تونس. بغاية تحقيق هذه المطالب وتفعيل رغبة رئاسة الحكومة في تكريس المساواة لهذه الشريحة من المواطنين لا بد بادئ ذي بدء أن يحيط رئيس الحكومة نفسه بمستشارين من ذوي الكفاءة من داخل المنظومة على وعي بأهمية القضية وبحقيقة واقع ذوي الإعاقة ومطالبهم واحتياجاتهم. وفي جميع الحالات تبقى هذه الزيارة ذات رمزية عالية وخطوة إيجابية نحو تكريس حقوق ذوي الإعاقة والمساواة في انتظار أن يقع تفعيلها على أرض الواقع في أقرب الآجال.