تونس (الشروق) تواجه الشركة التونسية للكهرباد والغاز منذ أيام سابقة خطيرة أولى من نوعها بعد قيام عضوين في احدى النقابات الأساسية بمنع الرئيس المدير العام للشركة من الدخول الى مكتبه. مصادر مقرّبة من ر.م.ع الستاغ السيد المنصف الهرابي كشفت أن هذا الأخير يدير الشركة من بداية الأسوبع من فرعها الكائن في القطب العمراني وذلك نتيجة وجود تهديد فعلي بأنه سيتعرّض الى التعنيف إذا حاول الدخول الى مكتبه في نهج كمال أتاتورك. ولاحظت المصادر ذاتها أن ر. م. ع الشركة آثر الاشتغال من مكتب آخر ليس من منطلق الخوف على نفسه وإنما بغاية تجنّب موقف تكون له تبعات سيّئة تمسّ من الانضباط في شركة وطنية مسؤولة عن أخطر مرفق وهو الكهرباء. والأخطر من ذلك هو «المطلب» الذي يحرّك في الظاهر سلوك النقابة الأساسية المذكورة وهو رفض قرار التمديد بعد سنّ التقاعد للرئيس المدير العام للشركة علما وأن التهديد أصبحت في عُرف الإدارة بمثابة القاعدة للاستفادة من الكفاءات الإدارية لأطول فترة ممكنة خاصة في مواجهة تسارع هجرة الأدمغة في السنوات الأخيرة. كما أن هذا المطلب المعلن هو خرق واضح لمبادئ العمل النقابي من جهة ومسؤولية الدولة الحَصْريّة في التعيينات من جهة أخرى، كما أن هذا الموقف يعيد تونس الى 2011 حين انصهرت النقابات في مسار تدمير الدولة عبر عزل الآلاف من المديرين وتعيين آخرين بمنطق «حماية الثورة» وهو جوهر الأزمة القائمة اليوم في عدة قطاعات منها التعليم والصحة والأمن... وتلك السلوكات هي التي تجعل صوت العقل في اتحاد الشغل يجد صعوبة في نزع فتيل الأزمة المفتعلة التي تشهدها الستاغ. وفي هذا لاسياق أكد بوعلي المباركي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل رفض ساحة محمد علي لمثل هذه الممارسات مشيرا الى أن مساعي مركزية الاتحاد لم تتوقف منذ نحو أسبوع لإيقاف هذه الأزمة.