هو أحد رواد السينما في تونس، معروف عنه نضاله لأجل ابداع سينمائي تونسي مستقل، له طابعه الخاص في كل فيلم يخرجه. إبراهيم اللطيف المنتشي هذه الأيام بالنجاح الجماهيري لثالث اعماله السينمائية الطويلة «بورتوفارينا» تحدث لنا عن البعض من هواجسه الإبداعية وكاشفا عن أخطاء ارتكبها. * ماذا يمثل لك فيلم «بورتوفارينا»؟ «بورتوفارينا» هو ثالث الأفلام الروائية في مسيرتي، وهو عمل يؤكد حقيقة ثابتة انني عندما اخترت مهنة الإخراج السينمائي عن حب واقتناع مني، كان على العودة الى هذه المهنة الإبداعية بعد غياب عنها امتد على طول 6 سنوات ...«بورتوفارينا» يمثل لي العودة الى الأصل بعد تجربة الإدارة * هناك اقتناع منك بأن الإدارة مثلت عائقا لك كمخرج؟ إبراهيم اللطيف خلق ليكون مخرجا سينمائيا وليس إداريا بالنسبة للجانب الشخصي فإن «بورتوفارينا» عمل سينمائي ناجح نسبيا على اعتبار الحضور الجماهيري الكثيف لمشاهدته، غير ان هذا النجاح لا يعكس ماقيل عنه من سلبيات. المهم في الفيلم هو التناغم الذي تحقق بين العمل والجمهور حيث اكد طابعه الجماهيري وانه يجسد نوعية جديدة من الأفلام التي يريدها الجمهور انها السينما التونسية بكل تنوعاتها وخصوصياتها المتفردة. * ألا توجد محطات في مسيرتك تسعى الى اسقاطها من الذاكرة كل محطة في مسيرتي هي تجربة في مسيرتي * كنت مديرا لأيام قرطاج السينمائية على امتداد دورتين ماذا بقي في الذاكرة من هذه التجربة؟ لا أخفى سرا إذا قلت انني كنت ضحية الظلم في الدورة الثانية بدرجة أولى * تقر بأن أيام قرطاج السينمائية ظلمتك وانت مديرها؟ نعم ظلمتني أيام قرطاج السينمائية بسبب استقلاليتي ونضالي من اجل ان تكون هذه التظاهرة مستقلة، واليوم تراني جد سعيد بما تحققه الأيام من نجاح مع الصديق العزيز نجيب عياد الذي واصل على ذات الطريق التي ناضلت من اجلها لأجل إرساء هيئة قارة تعمل على كامل السنة بكل استقلالية وتفان وجدية. * هل ندمت على قرارات وانت مدير لأيام قرطاج السينمائية؟ اعترف انني اخطات في حق فتحي الخراط ويوسف الاشخم، وقد يكون لاستقلاليتي المفرطة وراء ظلمي لهذين الرجلين العزيزين، استقلالية لم تترك لي فهم طبيعة التسيير الإداري * تعترف بفشلك في تسيير الأيام على مستوى الإدارة؟ كانت لي وجهة نظر مختلفة لما هو سائد ومتعارف عليه في العمل الإداري لكنها تبقى تجربة متميزة واضيف انني على المستوى الإداري كنت مقتنعا بكل ما قدمته وسنة الحياة تقتضي بأن الفشل نسبي والنجاح نسبي وتجربتي بكل سلبياتها وايجابياتها مثلت خير حافز لانطلاق الأيام بأكثر اريحية وبأقل سلطة للرقابة وهناك تواصل مع الصديق نجيب عياد بشكل مريح ومتميز * هل من الضروري ان تكون للسينمائي أيديولوجية سياسية يسير على هديها في اعماله؟ الفنان مسيس بطبعه وبطبيعته، فلا يحب ان يكون بعيدا عن السياسة «الثقافة يسارية او لا تكون» هذا موقفي الخاص أجد ان كل ما هو ثقافي في اليسار والأفكار اليسارية والاعمال الكبرى في الثقافة الكونية مصدرها اليسار وليس اليمين * ماهي قراءتك للمشهد الثقافي اليوم؟ مشهد متنوع ومخضرم * ألا يهمك ان تكون قيادي في أحد الأحزاب السياسية؟ هذا الامر لا يغريني * وتونس اليوم كيف تبدو لك؟ تونس اليوم هي المكان الذي يجب ان نعيش فيه في هذه الفترة بكل السلبيات والايجابيات، على اعتبار ان المواطن أصبح له دوره في كل شيء * ألا ترى في ذلك فوضى؟ ليس الامر كذلك فالمواطن اليوم أصبح له رأيه دون خوف * الانتخاب التشريعية والرئاسية أبرز حدث سياسي في البلاد هذا العام كيف تنظر الى المسألة؟ الانتخابات فرصة لولادة طبقة سياسية جديدة مختلفة عن الطبقة التي حكمتنا طيلة ثماني سنوات والتي ولدت من رحم هذه الثورة والامل في ان تقطع هذه الانتخابات مع السلبيات التي عشناها بدرجة أولى وإرساء قواعد الديمقراطية على أسس ثابتة وسليمة.. وارى في الأفق ان المستقلين سيكون لهم حضورهم الفاعل في هذه الانتخابات.