يعرف مهرجان «ربيع سوسة» هذه السنة أول دورة منظمة من مجلس بلدي منتخب وترشيح شيراز الشادلي بنور كرئيسة لجنة الثقافة والتربية والتعليم وهي اللجنة المشرفة على المهرجان. (الشروق) مكتب الساحل لكن يبدو أن هذا المهرجان لم يساير التغييرات الحاصلة ولم يغادر الغرفة المغلقة التي تبرمج فيها العروض مما خلف استياء العديد من المستشارين البلديين والوجوه الفنية منها الفنان الطاهر القيزاني الذي أكّد أن المنظمين طلبوا منه تحضير عرض للمهرجان وعندما قدم مشروعه أخبروه بأن الملف ينقصه شريط فيديو للعرض في حين أن المشروع الذي أحضره لم ير النور بعد فتمت مماطلته رغم أن قيمة العرض سبعة آلاف دينار حسب قوله، كذلك الأمر بالنسبة للفنان منذر بن عمار الذي قال «تقدمت بعرض متكامل بقيمة ستة آلاف دينار وفي البداية طلبوا مني «تعمير مطلب» وبعد تدخل بعض الأصدقاء قمت بكل الإجراءات الإدارية ولكن ما راعني في الأخير إلا ووجدت نفسي خارج البرمجة دون أن أتلقى أي جواب حول أسباب الرفض وهذا التصرف أعتبره إهانة للفنان في حد ذاته». أما الفنان نبيل خليفة فله عمل متكامل إنتاج جديد لم يعرض إلا في افتتاح مهرجان الزيتونة بالقلعة الكبرى، نصوص للشاعر المولدي حسين تم رفضه، ايضا المسرحي بوراوي الوحيشي الذي قال «قمت بإنتاج مسرحية جديدة بعنوان «الخراف» وهي ضد الإرهاب ونظرا لأهمية الموضوع اقترحت على إدارة المهرجان عرضها بصفة مجانية ولكن للأسف تم رفضها دون أن أتلقى أي إجابة. وكذلك عرض الفنان رامي بن حمودة وغيرهم من مبدعي الجهة وعروض من ولايات أخرى تم رفضها دون اي تفسير أو إجابة، وحتى الفرق الشبابية التي تم قبولها في إطار تنشيط الشوارع ألغي عرضها عشية الخميس 21 مارس وكانت «الشروق» حاضرة لتغطيته ولكن أخبرتنا روضة بن هنية مديرة الجمعية الحاضنة لهذه المجموعات الشبابية وهي الجمعية التونسية الإنقليزية للتربية والسياحة والثقافة الإجتماعية أن العرض تم إلغاؤه بصفة تعسفية دون سبب مقنع بحكم أن الطقس كان مناسبا وعم الشباب حالة من الغضب والاستياء حيث قالت الفنانة الشابة ميسون «لقد جئت من منطقة ريفية وتكبدت مخاطر الطريق المقطوعة بمياه الأمطار حتى أشارك في هذا الحفل ولكن ما راعني إلا التجاهل» وقال الشاب أحمد رزاقي عازف قيتار ومغن «قضينا مدة طويلة للتحضير لهذا الحفل وخاصة منذ بداية العطلة نتدرب من الصباح إلى المساء وللأسف يخبرنا المسؤول بأنه لا يمكن جلب الوحدات الصوتية بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي خصوص الأطراف التي برمجت عروض المهرجان ككل صرحت رئيسة اللجنة وهي أيضا مديرة «ربيع سوسة» شيراز الشاذلي ل «لشروق» بأن «من برمج عروض هذه الدورة لجنة إدارية يمثل الأعضاء فيها مؤسساتهم وهي معهد الفنون الجميلة، المعهد العالي للموسيقى، المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، إدارة التنمية البلدية وممثل عن المصلحة المالية ولم نكوّن لجنة فنية لاختيار العروض المشاركة». وحول المقاييس المعتمدة لاختيار العروض أضافت شيراز قائلة - وفي تقرير قدمته للمجلس البلدي قصد المصادقة وتحصلت «الشروق» على نسخة منه بطلب كتابي رغم انه وزع على العموم في هذه الجلسة- «تلقت البلدية 41 عرضا تم فرزها وتقسيمها ودراستها بمساعدة ممثلين عن الإدارات المذكورة وأفرزت أعمال اللجنة فتح الملفات الواردة على الإدارة البلدية وفرزها بإلغاء الملفات الواردة خارج الآجال وإلغاء الملفات غير المستوفاة لجميع الوثائق ودراسة العروض المقبولة شكلا اعتمادا على معايير تم ضبطها من لجنة الشؤون الثقافية بالبلدية. كما تضمن التقرير مؤاخذات صرح بها بعض المستشارين قبل المصادقة على هذا التقرير وهي: «المعايير التي اعتمدتها لجنة الفرز، العروض من حددها؟ هذه المعايير حددت إثر عملية الفرز وأمام الملأ من أعضاء اللجنة والمجتمع المدني والمشاركين ولم يقع تحديدها في الإعلان المسبق للعرض كما تتكون لجنة الفرز من عدة ممثلين من بينهم ممثل عن المعهد العالي للموسيقى في حين أن هذا الأخير تقدم بمشاركته بأربع ورشات بمقابل 3800 د فكيف تكون ممثلا في لجنة الفرز وفي نفس الوقت ضمن المشاركين وبمقابل». وخلص التقرير الى أن «عمليات التحضير للمهرجان تمت أغلبها في المقاهي في إطار جلسات عمل دون إعلام أعضاء اللجنة».
