مثلت السهرة الفنية التي قدمتها فرقة الوطن العربي للموسيقى بقيادة المايسترو عبد الرحمان العيادي مساء الجمعة الماضي، في مدينة الثقافة حدثا فنيا وإبداعيا متفردا اعتبارا للقيمة الابداعية التي ظهرت عليها هذه الفرقة اصواتا وتنفيذا ومضمونا غنائيا طربيا متنوعا. كان ذلك في سهرة افتتاح الدورة الثانية لأيام قرطاج الشعرية، حيث تعانق الشعر بالموسيقى من خلال لوحات جمعت بين الصفاء والنقاء والبهاء. فرقة الوطن العربي للموسيقى التي قدمت قصيدا نادرا للشاعر الراحل الكبير منور صمادح واخر للشاعر الاماراتي محمد عبد الله البريكي، اكدت من خلال الاصوات التي اثثت هذه السهرة وهم عدنان الشواشي ورحاب الصغير ونور الدين الباجي وشكري عمر الحناشي أن السهرة كانت كفيلة لتضع الحضور في حضرة الابداع الراقي واحتفالية المبدعين الذين يتقنون السباحة في بحور القصيد وعوالم الخيال وطقوس سحر الكلام وفلسفة المعاني. نجاح فرقة الوطن العربي في سهرة افتتاح ايام قرطاج الشعرية الجمعة الماضي، حمل بداخله مؤشرا وهو ان هذه الفرقة قد اعدت العدة للمهرجانات الصيفية بكل جدية ومثابرة واستعدادات لوجستية وهي التي غابت عن المحافل الفنية في المدة الاخيرة بقرار من مؤسسها ومديرها المايسترو عبد الرحمان العيادي. تشكيلة عبدالرحمان العيادي ستحافظ حتما على الاصوات التي كان لها حضورها المتوهج في افتتاح ايام قرطاج الشعرية ومن المنتظر ان تشهد انضمام احد الاصوات الفنية الاخرى والتي يجري التفاوض معها للانطلاق جميعا في ماراطون المهرجانات الصيفية.