تعيش جامعة قفصة التي تم احداثها سنة 2004 ، جملة من الصعوبات والتحديات التي باتت تؤثر على مستوى اقبال الطلبة على هذا الحرم الجامعي، خاصة من خارج الجهة. قفصة (الشروق) فهذه الجامعة التي تضم مؤسساتها الجامعية، حاليا حوالي 8 الاف طالب، فالاشكاليات التي تتخبط بها جعلتها تخسر على امتداد السنوات الأخيرة 7 الاف طالب، اذ كان عدد الطلبة بجامعة قفصة في حدود 15 الف طالب خلال السنة الجامعية 20092010.وتقف عدة اسباب متداخلة وراء هذا التراجع اللافت لعدد الطلبة لعل في صدارتها غياب خارطة جامعية متوازنة، ذات ابعاد استراتيجية واستشرافية. ويبدو ذلك من خلال، بعث مؤسسات جامعية متماثلة في الفضاء الجغرافي الاقليمي لجامعة قفصة على مسافة لا تزيد عن 100 كلم، من ذلك وجود كلية علوم بقفصة وكلية العلوم والتقنيات بسيدي بوزيد ومعهد عال للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بقفصة، ومثيله بالقصرين ووجود المعهد العالي للفنون والحرف بقفصة ومثيله بالقصرين، هذا بالإضافة إلى بعث اختصاص علوم التربية بقفصة و سبيطلة من ولاية القصرين. نقص في عدد الطلبة ورغم انتماء المؤسسات الجامعية بولايتي سيدي بوزيدوالقصرين الى جامعة القيروان، فان عدم التفكير في التكامل بين الجامعات وعدم الاتجاه نحو اختصاصات مختلفة تراعي خصوصيات الجهات في المعاهد والكليات المتماثلة، اضر كثيرا بجامعة قفصة، في مستوى اقبال طلبة على الدراسة بهذه الجهات، ونفس هذه الاشكالية موجودة في نفس الجامعة ( جامعة قفصة) التي بها معهدان عاليان للدراسات التطبيقية في الانسانيات بقفصةوتوزر ولئن كان تراجع عدد الطلبة بالجامعات التونسية امرا واقعا اذ شهد نقصا ب 120 الف طالب، خلال السنوات السبع الأخيرة، فان التماثل في الكليات والاختصاصات بين ولايات الجنوب الغربي والوسط الغربي حكم على جامعة قفصة بالتراجع في عدد الطلبة. جامعة... بلا مقرات وتشهد الجامعة اشكاليات أخرى مزمنة اثرت على الجامعة، من ذلك إن 5 مؤسسات جامعية، ليس لها مقرات خاصة بها، وهي فضاءات غير وظيفية في اغلبها بدأ تسوغ بعضها منذ سنة 2004 وتقارب معاليم الكراء السنوي حاليا 500 الف دينار، وما يثير نقاط الاستفهام ان هذا الوضع ينطبق على المدرسة الوطنية للمهندسين، التي تتوزع على 3 فضاءات وهي كلية العلوم والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا والمعهد العالي للدراسات التكنولوجية، كما ان معهد الرياضة المسوغ يوجد في عمارة! أما مشروع المعهد الجديد للرياضة، معطل منذ حوالي 12 سنة وتوقف المشروع في السنوات الأخيرة على مسابقة التصميم دون وجود افق لحلحلة الوضع. رصيد عقاري... مهمّش وتؤكد مصادر من جامعة قفصة ل»الشروق» ان الجامعة لها رصيد عقاري بمساحة 15 هكتارا قادر على استيعاب مختلف اجزائها الجامعية. ولا يتطلب الأمر الا مبادرة من سلطة الاشراف والانطلاق في بناء المؤسسات الجامعية التي ظلت دون مقرات اضافة الى انها تستنزف اموالا طائلة سنويا. من جهة أخرى، لا يمكن اغفال انعدام عناصر الجاذبية في واقع جامعة قفصة من ذلك تواصل اعتماد اختصاصات غير مستقطبة وذات تشغيلية غير مضمونة مثل الرياضيات والفيزياء والفرنسية والانقليزية، هذا بالإضافة إلى عدم استقرار اطار التدريس والبحث والنقص الفادح في وحدات البحث، اذ لا تتوفر سوى 4 وحدات، كما انه لا يتوفر التكوين في مستوى الماجستير، بأغلب الشعب المتاحة بالجامعة مما يجعل الطلبة يبحثون عن وجهات أخرى. ويعتبر الوضع الاجتماعي غير المستقر بجهة قفصة وتواصل الاضطرابات والاضرابات وغياب الفضاءات الثقافية والترفيهية وتردي البنية التحتية عناصر منفرة للطلبة والطالبات، ولا يتم اختيارها كوجهة جامعية، وهو ما يتطلب مجهودات جبارة من قبل كل الاطراف لإصلاح الاوضاع حتى تستعيد جامعة قفصة جاذبيتها، والقدرة على الاستقطاب. وللإشارة فان بجامعة قفصة تتضمن 10 مؤسسات جامعية، منها واحدة بمدينة توزر وتوفر الجامعة 19 اجازة اساسية و4 إجازات تطبيقية و4 اختصاصات للشهادة الوطنية لمهندس و11 ماجستيرا مهنيا و14 ماجستير بحث و4 وحدات بحث ومرحلة تحضيرية علمية ومرحلة تحضيرية تقنية ومجمع وحدات الخدمات المشتركة. تعزيز جاذبية الجامعة وتعد مسالة تطوير جامعة قفصة وتعزيز جاذبيتها مسؤولية تشترك في تحملها سلط الاشراف وابناء الجهة، منها اعادة النظر في الخارطة الجامعية بالجنوب الغربي خاصة، وبعث شعب ذات استقطاب عال وتشغيلية مضمونة، إضافة الى مزيد التنويع والتطوير في مجال التكوين في الماجستير، وبعث مدرسة دكتوراه ووحدات بحث جديدة ومركز بحوث ومركز رياضي جامعي ومكتبة جامعية. الطالب اسامة اللموشي الذي يدرس بالسنة الاولى بالمعهد العالي للرياضة والتربية البدنية قال ل»الشروق»: ان ظروف الدراسة بالمعهد صعبة، متسائلا عن مشروع المقر الجديد للمعهد الذي مازالا معطلا منذ سنوات، ملاحظا ان اشكاليات عديدة جعلت من جامعة قفصة عموما منفرة، منها عدم تطور النقل الجامعي واشكاليات الاقامة والاكلة الجامعية غير المراقبة وشكوى الطلبة والطالبات خصوصاً من التعرض للاعتداءات والسلب في محيط المركب الجامعي والمبيتات. واشار اللموشي الى تدعيم فرص التأطير والتوجيه الجامعي خلال سنة الباكالوريا. غياب مراكز البحث أما ايمن شوية الطالب بالسنة الثالثة علوم تربية، فقد انتقد بشدة مستوى التكوين والتأطير في اختصاصه، مشيرا الى ان البرامج بعيدة عن متطلبات العمل وسوق الشغل، ملاحظا ان عدم تطور الفضاءات الجامعية ونقص التجهيزات و النوادي التنشيطية وبطء الاجراءات المتعلقة بضمان الاقامة بالمبيتات وغياب عديد الاختصاصات في الماجستير، تجعل الطالب لا يقبل على جامعة قفصة. وانتقد ايمن مشكل الروائح الكريهة، المنبعثة من مدجنة قريبة من معهدهم التي باتت تزعج مئات الطلبة وتتسبب لبعضهم في مشاكل صحية. أما الاستاذ بالمعهد العالي للفنون والحرف زياد سندي اقر بعديد الاشكاليات التي تشهدها جامعة قفصة، فقد شدد على ضرورة اعطاء الاولوية لدعم ميزانية البحث العلمي بها وبعث مدارس دكتوراه وانتداب أساتذة الاختصاص من رتبة الصنف أ خصوصاً مع الزيادة في منح البحث العلمي مع الاتجاه نحو تطوير البنية الأساسية وبناء مقرات خاصة بالمؤسسات الجامعية وايقاف نزيف الكراءات السنوية المتواصلة التي تكلف الجامعة مئات الملايين.