لا أدري أي سر وراء هذا الإصرار على اللجوء الى قاموس لغوي أقل ما يقال عنه أنه متدن، في مسلسل «بنات فضيلة» على قناة نسمة، فالصدفة وضعتني أمام أحد المشاهد من هذا المسلسل، فإذا بحواره سلسلة من الألفاظ المتردية «السوقية» دون مراعاة لأي ضوابط في الدبلجة التي تداخلت فيها الدارجة التونسية بالعبارات والتعاليق والألفاظ والأوصاف باللغة الفرنسية المكسرة ... تعد صارخ على قواعد اللغة العربية السليمة والصحيحة وغوص في الالفاظ المقيتة بالدارجة التونسية في مرفق مرئي يدخل البيوت دون استئذان.. قاموس «يقنن» بشكل مباشر لغة مستهجنة، رديئة، تدعو الى العنف، وتشرع للسلوكيات المريبة.. لا غاية من ذلك سوى كسب رهان أعلى نسبة في المشاهدة دون احترام لأبسط خصوصيات المجتمع التونسي ... فهل هناك من يراقب هذه الحلقات لمسلسل رديء ...تافه ... وذلك للتخفيف من حدّة التوتر الذي يغطيه ... علاقات مريبة، ومواقف لا تمت للواقع بصلة، وألفاظ تدمر فينا كل إحساس بالجمال في الحياة. «عائلة كلاس» تهريج وصراخ مقيت لئن حقق جعفر القاسمي نجاحا نسبيا في تجربة «شريك العمر» , رغم التهريج الذي كان طاغيا على البرنامج , فانه في «عائلة كلاس» أكّد انه غير قادر على تقديم منوعة تتوفر فيها كل مقومات التميز , فالممثل الجيد لا يعني بالضرورة انه منشط تلفزيوني جيد , وهذا ينطبق على جعفر القاسمي الذي أكدت التجربة انه لم يتطور في التنشيط ' بل كان يلوك ما سبق تقديمه مستعملا التهريج والصراخ وسيلة لذلك , زد على ذلك هذه الأسئلة التي يطرحها وفيها تكريس للسطحية وغياب الذوق الذي يوفر المتعة للمتلقي. التهريج التلفزيوني لا يصنع منوعة ناجحة ... هذه حقيقة ثابتة.