تونس (الشروق) نفى الأستاذ منير بن صالحة محامي الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي صحّة الأخبار التي راجت مؤخرا بشأن تنقل بن علي وعدد من أفراد عائلته بين عدة عواصم من العالم. وشدّد في حوار مع «الشروق» على أن بن علي لم يغادر إطلاقا الأراضي السعودية منذ حلّ بها في مساء 14 جانفي 2011 وذلك رغبة منه في عدم إحراج السلطات السعودية. ضمانات دولية وقال بن صالحة بخصوص فرضيات عودة بن علي الى تونس إن الرئيس السابق لم يعد يفكّر في العودة من منطلق الاعتقاد الراسخ من انتفاء شروط المحاكمة العادلة في تونس أمام تأثر القضاء بالتجاذبات السياسية. ولاحظ في المقابل أن عودة بن علي تظل فرضية قائمة في حال توفر ضمانات دولية قوية من قبل عواصم مؤثرة مثل واشنطن وباريس وبون توفر شروط المحاكمة العادلة في تونس. وخلص الى التأكيد في هذا الصدد على أن غلق الملف القضائي للرئيس السابق يظل رهين توفر إرادة سياسية لطيّ صفحة الماضي خصوصا أن الأحكام الصادرة ضد بن علي لا تستند الى أي أساس موضوعي. بل نتجت عن ملفات وظّفت لتسريع مسار الاطاحة بالدولة بعد جانفي 2011. وأكد منير بن صالحة من هذا المنطلق أنه بصدد انتظار تركيز المحكمة الدستورية لاستصدار حكم بعدم شرعية كل الأحكام الصادرة ضد الرئيس السابق باعتبارها تؤاخده على أفعال هي من صميم مسؤوليات رئيس الجمهورية في نظام رئاسي. واستغرب في ذات السياق كيف سمحت تونس لزعيم حركة النهضة بالدخول الى أراضيها في جانفي 2011 رغم أنه لحظة وصوله الى المطار كان مدرجا في لائحة المطلوبين للعدالة في قضايا وصلت أحكامها الى مئات السنين فيما تتصاعد الى اليوم أصوات الداعين الى نصب المشانق لرجال بن علي متهما حزب المؤتمر ومشتقاته وأطرافا راديكالية من اليساريين والاسلاميين بالسعي الى تأبيد الوضع الراهن. الوضع السياسي لن يستقرّ من جهة أخرى قال منير بن صالحة بخصوص تفاعلات الرئيس السابق مع المشهد الوطني الراهن إن بن علي يرى أن أكبر خطر تواجهه تونس هو تعمّق الهوة بين الشعب والطبقة السياسية الحاكمة التي قطعت مع كل عمل اجتماعي يكرّس عناية الدولة بالفئات الضعيفة. وتابع بن صالحة قوله في هذا الشأن «حكام اليوم بصدد توجيه رسائل الى الشعب بأنهم غير مهتمين بأوضاعه وأنه مجرّد وقود للانتخابات». كما أشار الى أن الرئيس السابق يسكنه اعتقاد راسخ بأن الوضع السياسي لن يستقر ما لم يتعاف الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد. لماذا عادت الطائرة فارغة ؟ لاحظ الأستاذ بن صالحة من جهة أخرى أن اللحظة الفارقة التي ينبغي العودة إليها اليوم هي من أعطى التعليمات بعد 14 جانفي 2011 بعودة الطائرة التي أقلّت بن علي الى جدة فارغة ثم سرعة تفعيل الفصل 57 من الدستور وإعلان أن الرئيس السابق لن يعود الى تونس مشدّدا على أن بن علي كان وقتها لا يزال رئيسا للجمهورية. وتابع بن صالحة أن 14 جانفي يتحمل عدة توصيفات منها الانقلاب لكنه بالنتيجة وفر فرصة لتونس لمراكمة البناء وتدعيم المؤسسات وإرساء عدالة اجتماعية وحرية تعبير حقيقية. لكن سرعان ما ضاعت هذه الفرصة وسقطت تونس في مستنقع الفساد لتتخلف 40 عاما الى الوراء.