تونس الشروق: حذّر الناشط السياسي مروان بن عمر مما يمكن أن تتسبب فيه حالة الضبابية وعدم وضوح التي تسود الساحة السياسية من ارتفاع حدّة عزوف التونسيين عن الشأن السياسي وعن المشاركة في الانتخابات القادمة. أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنها اطلقت أمس الاربعاء 10 أفريل 2019 حملة تسجيل موسعة للانتخابات التشريعية والرئاسية 2019 وذلك لحثّ أكبر عدد من التونسيين داخل الجمهورية وخارجها من غير المسجلين على التسجيل. كما دعت عدة اطراف سياسية وحزبية الى ان يكون الاقبال على التسجيل كثيفا من اجل انجاح الانتخابات القادمة. وفي المقابل حذر الناشط السياسي مروان بن عمر من ان يكون الاقبال على الانتخابات القادمة ضعيفا مضيفا في تصريح ل»الشروق» أن السبب الرئيسي لما قد يحصل من عزوف هي التقلبات المتواصلة في مواقف السياسيين وعدم ثباتهم على موقف واحد وعلى اتجاه واحد في أفكارهم السياسية، فضلا عن الصراعات المتتالية وعدم الإيفاء بالوعود الانتخابية.. ثقة الناخب أكد المتحدث أن تواصل التقلبات في مواقف السياسيين وتغيير مواقفهم باستمرار وتغيير تموقعهم بين الحين والآخر وعدم تلبية انتظارات الناخبين والتخلي عن الوعود الانتخابية زاد من تراجع ثقة الناس فيهم. وهو ما سيخلق في رأيه لدى الناخب صعوبة في الاختيار يوم التصويت لانه لا يعرف هل أن الذي صوّت لفائدته سيحافظ على ثبات مواقفه وعلى تموقعه الحزبي أم سيُغيّرهما بمجرد فوزه في الانتخابات وهل انه سيفي بوعوده الانتخابية. وشدّد بن عمر في هذا السياق على ظاهرة السياحة الحزبية وعلى ما يقوم به السياسيون من مناورات مختلفة خدمة لمصالحهم الشخصية الضيقة فيُغيّرون بين عشية وضحاها مواقفهم من بعض القضايا او من المسائل الهامة او من بعض الأشخاص والأحزاب ويتراجعون عن ثوابتهم الفكرية وعن قرارات سبق أن اتخذوها وكانت دافعا لدى الناخبين للتصويت لفائدتهم. وقال بن عمر أن العمل الحزبي والسياسي بشكل عام يتطلب في كل الديمقراطيات ثبات السياسيين على الحد الادنى من المواقف والتصرفات حتى يكون الناخب على بينة من اللون السياسي الذي سيُصوّت لفائدته، لكن في تونس فقدنا هذا المبدأ. عزوف الشباب شدّد المتحدث بالخصوص على أن الخطر الاكبر من وراء ذلك هو عزوف الشباب عن المشاركة السياسية وهو ما سيخلق فراغا سياسيا في البلاد في قادم السنوات ما لم تعمل الأحزاب والسياسيون بشكل عام على محاولة استقطابه وإتاحة الفرصة له ليكون في مواقع متقدمة بمناسبة الانتخابات القادمة. وكل ذلك لا يتحقق حسب رأيه إلا بإتاحة الفرصة له للانخراط في الأحزاب ثم تمكينه من الترشح في الانتخابات التشريعية وفسح المجال أمامه ليقدم بكل حرية برامجه الانتخابية وليعبر عن أفكاره ومواقفه التي يرى انها الانفع للبلاد في الفترة القادمة، ثم يقع دعم حظوظه للفوز. وبذلك يقع تغيير عقلية جيل أو جيلين كاملين تجاه الممارسة السياسية في البلاد وتُعاد له الثقة في السياسيين وفي العمل الحزبي والسياسي وهو المطلوب للمرحلة القادمة..