بَين ذكريات الزمن الغَابر وتحديات الحاضر الصّعب تدور اليوم القمّة التقليدية بين النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي لحساب الجولة الثامنة عشرة من سباق البطولة المحلية. لقاء رادس سيشدّ انتباه الأجداد والآباء الذين تَربّوا على ابداعات الشايبي والعقربي وسيستقطب أيضا الشبّان العَاشقين بالفِطرة أوبالتوارث ل»مَريول» «الغَالية» و»السي .آس .آس». بفخر كبير يتحدّث الأفارقة و»الصّفاقسية» عن تاريخهم المَجيد والآمال مُعلّقة على الجيل الحالي لإسعاد القلوب وإثراء الأرشيف بمكاسب جديدة رغم الصِّعاب الكثيرة في «بَاب الجديد» و»بَاب الجبلي». من جِهته يدخل الإفريقي لقاء «الكلاسيكو» وعينه على الإنتصار لتأكيد النُقلة النَوعية التي تعيشها الجمعية مع الفرنسي «زفونكا» الذي أصبحت بصمته بارزة للعيان حتى أن أحاديث الكواليس تؤكد بأنه محلّ أطماع «السي .آس .آس» ولو أن المسؤولين في صفاقس فنّدوا وكذّبوا الخبر مُعتبرين أن القصّة من صُنع الخَيال وقد تكون من «التَوابل» التي يستخدمها البعض لإشعال الأجواء في مِثل هذه الصّراعات القَوية. والثَابت أن منسوب الإرتياح في صُفوف الأفارقة شهد إرتفاعا واضحا منذ وصول «زفونكا» هذا طبعا في إنتظار التأكيد بداية من جولة اليوم حيث تبدو الفرصة سَانحة للإقتراب من كوكبة الطليعة بدعم من الجمهور الواقف خلف الجمعية في كلّ مكان وزمان. ويعرف «زفونكا» أن الإطاحة ب»السي .آس .آس» لن تُساعده على التقدّم نحو الأمام فحسب بل أن اكتساح الضيوف سيمنح الإفريقي أجنحة اضافية في بقية المشوار وذلك بالنّظر إلى الانعكاسات الإيجابية للإنتصارات المُتأتية من المُواجهات الكَبيرة. ومن جَانبه، يبدو «السي .آس .آس» في حاجة ماسّة للخروج من رادس بنقاط الفوز حتى لا يتأزّم الوضع ويَكبر الصُداع. ومن المعروف أن حلم اللّقب المحلي أصبح تحت التَهديد بعد هزيمة الجولة السابقة أمام الترجي. كما أن «كلاسيكو» اليوم كان مسبوقا بهزيمة افريقية على يد الزمبيين هذا فضلا عن الضجّة الكبيرة التي يعيشها «الصّفاقسية» على خلفية إعلان المدرب «كرول» عن الرحيل بمجرّد نهاية السنة الرياضية تمهيدا ل»هَربة» جديدة لكن هذه المرّة لن تكون بإتّجاه العاصمة وإنّما إلى وِجهة بعيدة تُرجّح بعض الأطراف أن تكون جنوب إفريقيا الغَنية بالذهب. ولاشك في أن جمهور «جُوفنتس العرب» لا يهمّه مستقبل «كرول» بقدر ما تَعنيه مصلحة الجمعية المُطالبة بالقِتال في الأيام القادمة لإنهاء الموسم بغنائم مُعتبرة ومن أجل تجنّب «الإنهيار» في الأمتار الأخيرة وهو «الكَابوس» الذي عاشه «السي .آس .آس» خلال الأعوام المَاضية. وبَعيدا عن حِسابات الإفريقي وطموحات «السي .آس .آس» نأمل أن تبلغ هذه القمّة أعلى درجات الفُرجة وإن لم تَحضر الابداعات فإنّنا سنقنع بما سيقدّمه أبناء «زفونكا» و»كرول» شرط تغليب الروح الرياضية وعدم التورّط في الأعمال الفَوضوية احتراما لتاريخ الجمعيتين. حتى لا نَنسى من واجبنا أن نُذكّر العَابرين من رادس بأنه مضى على مقتل مشجّع الإفريقي عمر العبيدي أكثر من عام لكن دم الفقيد مازال على الأرض والجميع في انتظار الكشف عن خُيوط الجريمة دفاعا عن الحق وفي سبيل إطفاء النيران المُلتهبة في صدر أسرته وبصفة خاصّة الأم التي قد لا تُشفى جراحها أبد الدّهر. وكيف يرتاح من خسر فلذة كَبده؟ البرنامج: بطولة الرابطة «المُحترفة» الأولى (لقاء مُؤجل لحساب الجولة 18) في رادس (س15): النادي الإفريقي - النادي الصفاقسي (الحكم المصري أمين عمر)