لم تعد البرامج الرياضية على القنوات التلفزية التونسية تحظى بنفس الوهج الذي كانت تحظى به في السابق، رغم أن علاقة التونسي بالرياضة وبكرة القدم تطور على الدوام، بل أنه اليوم نتحدث على عشاق فرق أوروبية، وبطولات أوروبية يتابعها عشاق الجلد المدور بشغف كبير، ولا أدل على ذلك من المقاهي التونسية التي لا تجد بها مكانا لما تكون هناك مبارة أوروبية كبيرة. ففي الماضي القريب، كانت القناة الوطنية الأولى تحظى بأكبر نسبة مشاهدة في سهرة كل يوم أحد من الأسبوع من خلال برنامجها المتواصل، في الواقع، ونقصد «الأحد الرياضي»، ولكن هذا البرنامج تراجع بشكل ملفت للإنتباه، وهناك من يرد هذا التراجع، إلى تذبذب فقرات البرنامج، بينما يذهب آخرون إلى غياب فقرة «البرومسبور»، بينما يرى آخرون أيضا أن هذا البرنامج منحاز انحيازا تاما للجامعة التونسية لكرة القدم وكأنها ناطق رسمي باسم الجامعة. وفي الواقع كل هذه الأسباب، مع ملاحظة أن البرنامج أصبح نمطيا، وفيه من عدم الحيادية تجاه الجامعة، إلى درجة الولاء أحيانا جعل المشاهد التونسي يعزف عن مشاهدة هذا البرنامج، الذي فقد بريقه شأن برنامج «بالمكشوف»، الذي عرف أوجه مع معز بن غربية ثم مع عادل بوهلال، ولكنه اليوم لا يختلف كثيرا عن الأحد الرياضي. بيد أن العلامة المضيئة في البرامج الرياضية، في الفترة الراهنة يبقى برنامج «التاسعة سبور»، الذي يقدمه الإعلامي عادل بوهلال، الذي حتما، هو سر نجاح هذا البرنامج لخبرته الكبيرة في المجال الرياضي سواء في الصحافة المكتوبة في أسبوعية أخبار الجمهورية، سابقا، والبرامج الرياضية كذلك على غرار «بالمكشوف». حقيقة، مفارقة مضحكة، أن تجد التونسي، أو عدد كبير من التونسيين اليوم، مولعين بالرياضة وكرة القدم تحديدا، ويتابعون مباريات جمعياتهم، التونسية والأوروبية بإقبال رهيب، وفي المقابل، لم تعد البرامج التونسية التلفزية التي تحلل هذه المباريات، تحظى باهتمام كبير من قبل نفس الجماهير...