يعتبر هيغل أحد أهم الفلاسفة الألمان حيث يعتبر أهم مؤسسي حركة الفلسفة المثالية الألمانية في أوائل القرن التاسع عشر الميلاي. ولد جورج فيلهلم فريدريش هيغل في ألمانيا عام 1770، أكمل دراسة الفلسفة في توبنغن Tübingen وبعد تخرجه أصبح مدرسًا ومحررًا و مستكشفًا لاهوتيًا، نشر أول أعماله الناجحة تحت عنوان (Phenomenology of Spirit) عام 1807. درّس هيغل في كل من هيدلبرغ وبرلين، ونشر أعمالًا عن التفكير الجدلي ونظريات الكمال . بدأ هيغل فلسفته بالأفكار الدينية و المواضيع الاجتماعية، لكنه أخذ يتجه نحو الإصلاح التعليمي حيث قام ببناء نظام فلسفي متقدّم دمج بين التاريخ والأخلاق والحكومة والدين معتمدًا على المثالية السامية لإيمانويل كانط والآراء السياسية لروسّو، وبدأ بنشر أبحاثه الفلسفية بينما كان يعمل محاضرًا غير مدفوع الأجر إلى جانب مجموعة من أصدقائه القدامى. في النهاية وصلت فلسفة هيغل إلى حد رفضها نظرية كانط وغيرها من النظريات الفلسفية بوصفها شديدة التقييد، حيث طور ما يدعى بالتفكير الديالكتيكي (التفكير الجدلي) كالذي قدمه في عمله الرئيسي الأول فينومينولوجي أوف سبيريت Phenomenology of Spirit والذي كان ينوي أن يجعل منه الجزء الأول من نظامه العلمي الشامل، لكنه لم يكن في النهاية إلا مقدمة لنظامه العلمي ذو الحجم الكبير. على عكس فلسفة أرسطو، فإن فلسفة هيغل ليست طريقة أو مجموعة من المبادئ، لكنها مجموعة من الأفكار التجريبية إلى جانب مجموعة من التجارب التي تمثل نقاطًا من البيانات في تشكيل الكل، حيث اعتقد أن «العقلانية وحدها حقيقية»، تجنب هيغل العقل المطلق(الروح) كوجهة نظر، في تأييد منه للتعميم الذي يقول بتغير الحالة اليومية للعقل، وبالتالي فإن سلسلة من اللحظات تمثل الكل وهذا ما أطلق عليه «الكلية». قال هيغل «وأنا أكتب ذلك الكتاب توصلت إلى إمكانية توظيف طرق جديدة وغير مسبوقة في التفكير»، لكنه أوضح نظامه الجديد من خلال ربطه مع قواعد اللغة «سوف تحصل على الجوائز فقط عندما تأتي في النهاية لتلاحظ اللغة المستخدمة وستفهم ما الذي يجعل من لغة الشعر مثيرة للعواطف والذكريات بشكل كبير.» كانت هيكليته لهذا المنطق دمجًا بين الفرضيات ونقائضها في إبطال تركيب العدم»، حيث عملت كل تلك الأفكار مع بعضها لتكوين الكل. توفي هيغل في برلين في نوفمبر عام 1831 أثناء تفشي الكوليرا، عام 1820نشر بحثًا بعنوان «عناصر فلسفة الحقيقة» Elements of the Philosophy of Right لكن معظم أعماله الأخرى تم نشرها بعد وفاته.
