يعيش عديد اللاعبين القدامى اوضاعا اجتماعية صعبة، بل ان البعض منهم عانى او يعاني على فراش المرض لكنهم منسيون رغم ما قدموه لكرة القدم التونسية من عطاء طوال مسيرتهم الرياضية، وكم من حالة تدمي القلوب حولت لاعبا من معبود الجماهير في يوم ما الى حالة تشفق القلوب في بعض الاحيان وتنتظر فرجا قد يأتي عبر مساعدة مالية لتجاوز المحنة. الامثلة في تونس عديدة وكم كن نجم مرّ بهذه الوضعية واخرون هم اليوم يعانون دون ان يلتفت اليهم احد، وهو ما يطرح اسئلة حول كيفية ايجاد حلول جذرية لمثل هذه الحالات التي تخص لاعبين بعضهم تقمص زي المنتخب الوطني ودافع عن الوان الوطن وبعضهم قدم الكثير لناديه لكنهم تساؤوا في بعد ابتعادهم عن كرة القدم في نفس المعاناة. فاين تعاونية الرياضيين التي قالوا عنها انها بداية الحل لهذا الاشكال؟ وهل قدمت جمعيات قدامى اللاعبين على تعددها الحلول لبعض الاشكاليات التي اعترضتها وقدمت المساعدة لمنظوريها ام انها مجرد ديكور هدفها الظهور الاعلامي حتى لا يدخل منخرطيها بدورهم في طي النسيان؟ وهل هناك مبادرات اخرى قانونية تجبر لاعبينا على ضرورة تأمين حياتهم بعد الاموال الطائلة التي يتحصلون عليها من جمعياتهم ام ان هذه المبادرات غير قابلة للتنفيذ في غياب الارادة من الجميع؟ اسئلة عديدة طرحناها على اهل الاختصاص فكان هذا التحقيق: مختار ذويب (نائب رئيس جمعية قدماء اللاعبين الدوليين) غياب الارادة السياسية هناك عديد اللاعبين الذين قدموا الكثير لكرة القدم التونسية لكن في المقابل لم تقدم لهم الرياضة اي شيء، وواجهنا عديد الحالات، لكننا كجمعية قدماء اللاعبين الدوليين لم نفتقد للمكانات المالية على اعتبار ان جمعيتنا حديثة العهد ولم يمر على تكوينها سوى اشهر معدودة، لذا كانت انطلاقتنا بالمشاركة في التظاهرات الرياضية في انتظار تكوين صندوق مالي من شأنه ان يساهم في تقديم المساعدة للذين يمرون بأوضاع اجتماعية صعبة او الذين يعانون المرض. كنا ننتظر الكثير من مشروع تعاونية قدماء الرياضيين الذي صدر في الرائد الرسمي لكن الى حدّ الان لم يتم تفعيل هذا المشروع القادر على انتشال عديد الرياضيين من حالاتهم المزرية، والدولة مطالبة بالتحرك وتفعيل هذا القانون ودعمه ماليا حتى يكون بادرة تشجع كل الرياضيين على التآزر والتآخي، لأنه ليس من المعقول ان نسمع عن حالات تهم لاعبين كانوا بالأمس القريب نجوما في الملاعب واليوم نجدهم في وضعيات اجتماعية او على فراش المرض وهم عاجزين عن توفير متطلبات علاجهم. مراد حمزة (رئيس جمعية قدماء النادي الإفريقي) مسؤولية الجامعة والبروموسبور والنوادي وضعيات عديد اللاعبين سواء كانوا دوليين او غير دوليين تتطلب اعادة النظر في احداث منظومة خاصة بهم لانتشالهم من الوضعيات المزرية التي يعيشونها، اذ لا تكفي المبادرات الخاصة التي تقوم بها بعض جمعيات قدماء اللاعبين لان الحالات عديدة والهبات قليلة، لذا فان المطلوب هو ان تبادر الجامعة التونسية لكرة وادارة البروموسبور وايضا النوادي بتخصيص عائدات مالية من مداخيلها لفائدة صندوق يخصص لدعم هذه الحالات عن طريق اقتطاع نسبة من عائدات التذاكر سواء الخاصة بمقابلات المنتخب الوطني او مقابلات النوادي وبالتالي يمكن احداث صندوق خاص باللاعبين القدامى تصرف امواله لفائدة مستحقيها حسب ظروف كل لاعب. فهناك لاعبون دوليون قدموا للكرة التونسية الكثير ومع ذلك نراهم اليوم في وضعيات مزرية، ومن له علاقات خاصة سواء مع الجمعية التي لعب فيها او اطراف اخرى يستطيع تجاوز محنته ومن هو في طي النسيان يبقى يعاني وينتظر من يساعده. فمن غير المعقول مثلا ان مساعدات تتهاطل على لاعب بصدد الاعداد لحفل زفافه في حين لا يتحرك احدا لمساعدة لاعب طريح الفراش. صابر بوعطي (محام وزير الرياضة السابق) الحلّ في تفعيل تعاونية الرياضيين هناك قانون صدر سنة 2013 يهم احداث تعاونية الرياضيين وهو الوحيد القادر على حل اشكال وضعيات اللاعبين القدامى الذين يحتاجون الى مساعدات مالية سواء لظروفهم الاجتماعية او المرضية، لكن هذا القانون مازال الى يومنا هذا حبرا على ورق ويجب تفعيله لأنه يساعد على حل هذا الاشكال بما ان تمويله سيكون بمساهمة الدولة والجمعيات كما ان القانون يشرع لهذه التعاونية الحصول على هبات اضافة الى اجبار اللاعبين الحاليين على دفع مساهماتهم من خلال الاقتطاع من اجورهم وفي خصوص اللاعبين القدامى فانهم مطالبون بتقديم مساهمات في صندوق هذه التعاونية وبالتالي يمكن ان تقوم بدورها الاجتماعي في كنف القانون. وفي الحقيقة فان المنظومة الرياضية في حاجة الى اصلاح شامل لان هناك اشكاليات كبيرة قانونية وتشريعية يجب فتح ملفها حتى نتمكن من اصلاح كرتنا خاصة على مستوى التمويل. فعندما كنت في الوزارة حاولت تقديم المساعدة لبعض الحالات الاستعجالية عن طريق الجمعيات او جامعة كرة القدم لان القانون لا يسمح بتقديم مساعدات للاعبين مهما كانت وضعياتهم. منصف عروس (محام مختص في القانون الرياضي) هناك مشكل هيكلي وتشريعي صحيح ان هناك عدة لاعبين قدامى يمرون بوضعيات صعبة ومنهم من هو على فراش المرض وغير قادر على مجابهة مصاريف علاجه، لكن تقديم المساعدة لهم يبقى حاليا في اطار المبادرات الخاصة عن طريق العمل الجمعياتي في غياب اطار قانوني لهيكل خاص بهم يمكن ان يساعدهم، وحتى تعاونية الرياضيين التي يمكن لها ان تحل هذا الاشكال لم تر النور بعد. وفي اعتقادي فان بعث صندوق خاص بهم يطرح اشكالا هيكليا وتشريعيا، حول كيفية الانخراط فيه، وشروط المنتفعين به، ومن اين يتم الاقتطاع؟ من اللاعب او الجمعية؟ وفي الحقيقة فان لاعبينا لا يتخرطون في منظومة الجباية فكيف لهم ان ينخرطوا في صندوق للتأمين؟ عموما هناك حلول اخرى يمكن اتباعها على غرار دعم جمعيات قدماء اللاعبين في النوادي وتخصيص نسبة من المداخيل لفائدتهم حتى تقوم بهذا الدور الاجتماعي التضامني مع منظوريها كل حسب حالته الاجتماعية لان الحل الوحيد في العمل الجمعياتي.