يعد الرسّام الفرنسي كلود مونيه رائد المدرسة الانطباعية أو التأثيرية في الرسم، قام بإنجاز لوحة عام 1872 ، اطلق عليها اسم «انطباع، شمسٌ مشرقة»، ولما كان الأول في استعمال هذا الأسلوب الجديد من التصوير، فقد اشتق اسم المدرسة الجديدة من اسم لوحته: الانطباعية. في عام 1860 التحق بالجيش وأرسل إلى الجزائر، ومن هناك كتب يصف وقع الألوان الشديدة والألوان المتوهجة في هذه البلاد الشرقية على نفسه. ولكن أصابته بحمى التيفويد عجلت بتسريحه من الجيش، فغادر الجزائر راجعًا إلى باريس ليواصل تعلمه للفن، وهناك توطدت علاقته مع بعض الفنانين الشباب أمثال رينوار. في أواخر سنة 1860، مونيه ورسامون آخرون مشابهون تقابلوا مع اعتراض من أكاديمية الفنون الجميلة المحافظة التي أقامت عرضها السنوي في صالون باريس. خلال الجزء الأخير من سنة 1873، مونيه، أوجست رينوار، كاميل بيسارو وألفرد سيسلي نظموا جماعة المجهولين من الرسامين والنحاتين والنقاشين لعرض أعمالهم الفنية بشكل مستقل. وعندما نشبت الحرب الفرنسية الروسية سافر مونيه إلى إنقلترا هاربًا من الحرب، وهناك عكف على رسم المناظر الطبيعية في حدائق لندن. وفي العام نفسه (1874) رفضت أعمال مونيه ورينوار وغيرهم من الفنانين مما حدا بهم لإقامة معرض مستقل لهم سُمي صالون المرفوضات وقد كان لهذا المعرض فضلاً كبيرًا في دخول الرسم والتصوير إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة الحداثة. في أول معرض لهم والذي أقيم في 1874، عرض مونيه العمل الذي أعطى المجموعة اسمها الخالد. انطباع، شروق الشمس رسمت سنة 1872، تمثل مشهد ميناء لو هافر. تميزت رسوم ولوحات مونيه، باقتناص روح الطبيعة .. التي كانت تتمثل في الشمس والأشجار والمزارع والمياه والصخور.. مع الشخصيات التي تحمل وجوهًا وضاءة بملامح النبل والجمال الهادئ .. كما صور المراكب الشراعية وحركة الحياة على البحر والزهور والسماء الممتدة بزرقة نقية حالمة تعكس صفاء الطبيعة وصفاء حياة البشر التي تتوحد مع المرح. رحل كلود مونيه عن عالمنا عام 1926 بعد أن أصيب بالتهاب رئوي .. عن عمر 86 عامًا .. بعد أن غنى بريشته للحياة.. الناس والطبيعة في مئات اللوحات.